كتب محمود عبد الراضي
الثلاثاء، 10 ديسمبر 2024 02:26 ميواصل الفائزون بحج القرعة سداد الرسوم المقررة، وذلك بالبنوك الوطنية ومكاتب البريد، وذلك ضمن الإجراءات المعمول بها قبل سفرهم للأراضي المقدسة في موسم 2025.
بين بنوك الوطن ومكاتب البريد، تتزاحم القلوب قبل الأيدي، محملة بأوراقهم الرسمية وشهادات تطعيمهم، وكأنها جوازات عبور إلى رحاب المولى.
300 جنيه مصري... رقمٌ قد يبدو جافاً على الورق، لكنه يحمل في طياته وعداً بأعظم تجربة إيمانية، من 30 نوفمبر حتى 22 ديسمبر 2024، تُفتح أبواب السداد عبر فروع البنوك الوطنية ومكاتب البريد المصرية.
المبلغ شاملٌ لكل شيء إلا تذاكر الطيران، تلك التي ستحدد لاحقاً وكأنها تترك فسحةً صغيرة لآمال الطيران نحو السماء، وهنا يأتي شرط الرقم القومي الساري، وكأنه بطاقة عبور بين عالمين: "الأرض والسماء".
هنا تبدأ القصة تأخذ منحى الجدية، فجواز السفر الدولي ليس مجرد وثيقة، بل هو مرآة لطموحٍ لا يقل عن سنةٍ من الصلاحية، والبطاقة الصحية والتطعيمات، أشبه بدروع حماية للمسافر في دروبٍ تتشابك فيها الأقدار، وشهادة تحصين كورونا للأكبر سناً، وتقريرٌ طبي يفتح نوافذ العناية لمن يحتاجها، أما البصمة العشرية فهي شاهد صامت بأن هذا الحاج، بكل تفاصيله الدقيقة، على موعدٍ مع لحظة لا تُنسى.
وكأنها إرشادات لرحلة فضائية، تأتى التعليمات محكمة، تدعو الحجاج للالتزام، تدابير صحية هنا، منع للتصوير هناك، وتنظيم دقيق للصلاة والتفويج إلى جسر الجمرات، وبينما يُحذّر الحجاج من حرارة الشمس، تُذكّرهم الوزارة بأن الظل الحقيقي هو في طاعة الله والتزام التعليمات.
ليس حج القرعة مجرد ترتيب إداري، بل هو لوحةٌ متناغمةٌ بين روحانية العبادات ودقة التنظيم.
وزارة الداخلية، كقائد أوركسترا ماهر، لا تترك شيئاً للمصادفة، بل تُقدّم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وكأنها تقول: "أنتم في ضيافة الله، ونحن في خدمتكم."
في أروقة وزارة الداخلية، تبدو الأمور أشبه بمشهد يتقاطع فيه الإحسان مع التنظيم؛ هنا تُجهَّز مخيمات مشعر عرفات بكل ما يليق بالكرامة، وهناك تُحجز فنادق قريبة من الحرمين لتكون أقرب للرحمة.
وعلى طرق مكة والمدينة، تتمايل الحافلات الحديثة، مصحوبة بظلال أطباء يطببون الجسد، وعلماء يطببون الروح، لكن الرحلة إلى الله ليست متاحة للجميع، إذ تسطر الجهات المعنية قائمة من الضوابط الصحية، كأنها نصائح أم حنون تخاف على فلذات أكبادها، فمرضى الفشل الكلوي وتليف الرئة، والسيدات الحوامل في نهايات الحمل، والأطفال دون الثانية عشرة، يقفون عند حدود العذر، لا العجز.
ولأن الطاعة لا تُورث، حظرت الوزارة التنازل عن الفرصة أو توريثها، إلا من الابن إلى الوالدين، في لفتة تتوشح بروابط الرحمة وصلة النسب.
أما الفائزون الأكبر سناً، فقد جعلتهم القرعة في صدارة الركب، مع مرافق يحمي خطواتهم الواجفة، لتكتمل الرحلة بمزيج من الحكمة والعون.
وفي زحام الاستعدادات، تبرز شهادات التحركات، وبطاقات الرقم القومي، وشهادات الميلاد، كأنها مفاتيح أبواب السماء، بينما يتردد صدى شروط التسكين المنفرد في أروقة الحديث، مؤكدًا أن رحلة الطاعة هي فردية، لا تجمعها إلا نية واحدة وقلب واحد.
يبدو حج القرعة كعقد مقدس بين الإنسان وربه، يُكتب على الورق، لكنه يختم في السماء، رحلة لا تقتصر على الطواف حول الكعبة، بل هي طواف حول معنى الطاعة والصبر، حيث يحمل الحجيج قلوبهم كأمتعة، ويعودون بأرواح مغسولة بنور الرحمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.