أكد سفير فرنسا في القاهرة إيريك شوفالييه، أن عقد القمة الثلاثية الأخيرة بالقاهرة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كانت فرصة للتأكيد على رؤية فرنسا حول ما يحدث بالشرق الأوسط في الوقت الحالي.. وقال: "إن تلك القمة شهدت محادثات في منتهى الأهمية مع أكثر دولتين اعتدالا في الشرق الأوسط، حيث كان الهدف بالفعل هو التأكيد على أن فرنسا تشارك نفس وجهة النظر الداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة". وأضاف السفير الفرنسي - في مقابلة مع الإذاعة المصرية - "أن الزعماء الثلاثة يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، لأن حرمان أهالي غزة من المساعدات كما هو حاصل الآن أمر في غاية الخطورة".. موضحا أن وجهة نظر الزعماء الثلاثة تتمثل في دعم التوصل إلى حل سياسي دائم المتمثل في حل الدولتين، كما أن الرئيس ماكرون كان دقيقا وواضحا حين أعلن موقفه وموقف فرنسا الرسمي في هذا الشأن، والمتمثل في التوصل إلى حل سياسي دائم في ظل الموقف الراهن. وتابع قائلا: "الموقف في غزة سوف يزداد سوءا ما لم يحدث تحرك من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وهو الموقف الذي تدعمه الدول الثلاث.. ونحن في هذا الصدد نعرب عن تقديرنا للجهود المصرية بالتعاون مع دول أخرى".. موضحا أن مسألة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في غاية الأهمية جنبا إلى جنب مع الحل السياسي، وهذا ما يجب العمل على تحقيقه على الرغم من صعوبته إلا إننا نعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد. وأشار سفير فرنسا في القاهرة إلى أن الزعماء الثلاثة أجروا مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش القمة الثلاثية التي عُقدت في القاهرة، حيث ناقشوا مع ترامب سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، كما أبدوا رغبتهم المشتركة وتطلعهم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، فضلا عن ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي، وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن للجميع، وتنفيذ حل الدولتين. وقال السفير الفرنسي "بالطبع لا يمكننا القول أن جميع المشاكل سوف تحسم خلال مكالمة عبر الهاتف، لكن يجب أن نعترف أن تلك هي الدبلوماسية وهي الحل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال سياسة خطوة بخطوة".. موضحا أن الرسالة القوية من هذه المكالمة الهاتفية أن من يطالب بتحقيق تلك الأهداف دولتان عربيتان مهمتان ومعهما دولة أوروبية مهمة كذلك. وتطرق سفير فرنسا بالقاهرة إلى زيارة الرئيسين السيسي وماكرون إلى مدينة العريش، حيث تفقدا مستشفى العريش والتقيا بعدد من الجرحى الفلسطينيين، لا سيما من النساء والأطفال، فضلا عن تفقدهما مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري المخصص لتجميع المساعدات الإنسانية المقدمة من مصر وكافة الدول الموجهة إلى قطاع غزة.. وقال إن هذه الزيارة تأتي لتأكيد تضامن فرنسا مع الجهود المصرية الكبيرة في استقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأضاف: "اقترحت أن يشمل برنامج الرئيس ماكرون في مصر زيارة مصابي غزة في العريش، وقوبل ذلك الاقتراح بالترحيب، حيث التقى الزعيمان بالأطقم الطبية في مستشفى العريش، التي تبعد فقط 40 كيلومترا عن رفح، وكان الهدف من زيارة المستشفى هو التواصل ليس فقط مع الأطقم الطبية، ولكن أيضا مع المصابين الذين وفدوا من غزة لتلقي العلاج في مصر مع أطفالهم المصابين، وكذلك هؤلاء الذين يعانون من أمراض مزمنة والذين فقدوا أطرافهم، وذلك بهدف الوقوف على حجم المعاناة التي يتعرض لها أهالي غزة، وكذلك الجهود التي تبذلها الأطقم الطبية لتقديم الرعاية اللازمة لهم". وتابع سفير فرنسا بالقاهرة قائلا: "نظمنا لقاء للرئيس ماكرون مع الجمعيات الأهلية وهيئات الأمم المتحدة وأفراد البعثة الأوروبية لتعريف الرئيس الفرنسي بما يحدث على أرض الواقع.. وفي طريق عودته إلى فرنسا أدلى الرئيس ماكرون بتصريحات صحفية على متن الطائرة فتح خلالها الباب للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكذلك المؤتمر المقرر عقده في الأمم المتحدة الذي سوف تترأسه كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية من أجل تطبيق حل الدولتين". يذكر أن سفير فرنسا في القاهرة إيريك شوفالييه دبلوماسي مخضرم يتمتع بتاريخ طويل ليس فقط لأنه تخرج من المعهد الدبلوماسي، ولكنه حاصل على شهادة من كلية الطب، وتقلد عدة مناصب في وزارة الصحة، حيث تولى منصب مساعد وزير الصحة، ثم أصبح وزيرا للصحة، وبعدها أصبح وزيرا للشؤون الخارجية، ثم توجه إلى مسار جديد ليدخل عالم الدبلوماسية، كما أصبح سفيرا متميزا لبلاده في دمشق والدوحة وبغداد والآن سفيرا لبلاده في القاهرة.