في زمن أصبح فيه الطريق إلى الشهرة أقصر من أي وقت مضى، باتت منصات التواصل الاجتماعي تُشبه بابًا دوّارًا؛ يدخل منه الطامحون بالأحلام الكبيرة، ويخرج منه البعض وهم مثقلون بالفضائح والتهم ومن بين تلك الحكايات، تبرز قصتان تجسدان السقوط المفاجئ من بريق الأضواء إلى عتمة القضايا: داليا فؤاد، ثم سارة خليفة. في نوفمبر من عام 2024، كانت الصدمة كبيرة حين انتشرت أنباء القبض على الإعلامية والبلوجر داليا فؤاد داخل شقتها في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، بعد العثور على مادة مخدرة تُعرف باسم "GHB" أو ما يُطلق عليه "مخدر الاغتصاب". وزارة الداخلية كشفت حينها عن مفاجأة مدوية، تمثلت في ضبط 180 لترًا من هذا العقار المحظور، بقيمة تقدر بنحو 145 مليون جنيه، مشيرةً إلى أن داليا استوردته بطريقة معقدة، عبر شراءه من موقع خارجي وشحنه إلى دولة أخرى، ثم تهريبه إلى مصر في عبوات تحمل شعارات مزيفة لشركات تنظيف، في محاولة لإخفاء حقيقته. ورغم محاولاتها المستميتة لإنكار علاقتها بالمخدرات المضبوطة، جاءت نتائج التحاليل لتؤكد تعاطيها للحشيش، وهو ما قاد المحكمة إلى إصدار حكم بحبسها عامًا كاملًا، لتختفي بعدها عن المشهد، تاركة خلفها موجة من الصدمة والتساؤلات. لكن الزمن لم يمهل الذاكرة طويلًا، إذ لم تمر سوى أشهر قليلة حتى أعادت سارة خليفة – المنتجة المعروفة وخطيبة نجم كرة القدم السابق – فتح الجرح ذاته، لكن بحلقة أكثر درامية. فقد أُلقي القبض عليها داخل شقة راقية بالعاصمة، ووجهت إليها اتهامات ثقيلة تتعلق بإدارة شبكة لصناعة وترويج المخدرات، وهي اتهامات لم تكن متوقعة بالنسبة لمن عرفوها في عالم الفن والإنتاج. التحقيقات كشفت عن حجم مذهل من المضبوطات: 200 كيلوجرام من الحشيش الصناعي، معدات تصنيع، مواد أولية، مشغولات ذهبية، مبالغ مالية ضخمة بعملات مختلفة، إضافة إلى خمس سيارات يُشتبه بأنها جزء من عمليات التهريب والتمويه. وقدّرت الجهات الأمنية القيمة السوقية لهذه المضبوطات بأكثر من 420 مليون جنيه، لتُعد واحدة من أكبر قضايا تصنيع المخدرات في الأحياء السكنية بالقاهرة. المثير في القضية أن سارة لم تكن غريبة عن سجل الاتهامات، إذ سبق أن ارتبط اسمها بقضية تزوير، قيل إنها نفذتها لصالح مغني مهرجانات شهير. إن القاسم المشترك بين داليا وسارة لا يقتصر على انتمائهما إلى عالم الإعلام والأضواء، بل يمتد إلى ذلك التحوّل المفاجئ من نجومية رقمية وحضور لامع، إلى قفص الاتهام وسط أضواء الصحافة.