في سابقة قضائية قد تغير ملامح العدالة للأبد، شهدت قاعة محكمة في ولاية أريزونا الأمريكية حدثاً درامياً استثنائياً، ففي جلسة النطق بالحكم على القاتل، كان كريس بيلكي، الذي فقد حياته بسبب حادث عنيف على الطريق، “يعود” للحديث عبر تجسيد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، هذا التجسيد الرقمي، الذي أنشأته عائلته، ظهر بصوت بيلكي ليقرأ بيان تأثير الضحية، مما يعد أول مشهد من نوعه في المحاكم الأمريكية.

تعود تفاصيل القضية إلى ليلة الثالث عشر من نوفمبر من عام 2021، حيث أوقف بيلكي سيارته عند إشارة مرور حمراء عندما اقترب من سيارة القاتل غابرييل بول هوركاسيتاس، الذي أطلق النار عليه وأرداه قتيلاً، في الجلسة الأخيرة، أخبر بيلكي القاتل قائلاً: من المؤسف أن نلتقي في ظروف كهذه، ربما كنا لنصبح أصدقاء في حياة أخرى، كما تحدث عن أهمية المغفرة لنفسه وللآخرين، داعياً الجميع للاستفادة من كل يوم.

هذه الخطوة الجريئة جاءت بتشجيع من الشقيقة ستايسي ويلز، التي سعت لزج كلمات شقيقها في الموقف، أعرب القاضي تود لانغ عن إعجابه بالإنجاز التقني الذي تجلى في الجلسة، إلا أن هذه التجربة لم تكن خالية من الجدل، فقد قدم محامي هوركاسيتاس إشعاراً لاستئناف الحكم، متسائلاً عن مدى صلاحية الاعتماد على مثل هذه التقنية في إصدار الأحكام.

تثير هذه الواقعة تساؤلات قانونية وأخلاقية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في القضايا الجنائية، في ظل تزايد استخدام هذه التكنولوجيا، بدأ المسؤولون في أريزونا البحث في كيفية دمجها بشكل آمن وصحيح في النظام القضائي، بينما يحذر بعض الخبراء من المخاطر التي قد تنجم عن استخدام أدلة مزيفة، يظل تساؤل كبير حول ما إذا كنا على أعتاب عصر جديد تتحدث فيه الموتى في قاعات المحاكم.