في إطار استراتيجية وطنية شاملة تستهدف دعم التحول الرقمي وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية، أكد المهندس محمد إبراهيم، رئيس قطاع أول التفاعل المجتمعي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أن مصر بدأت خطوات فعلية للتحول إلى الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)، وذلك لمواكبة التوسع السريع في الأجهزة الذكية وتطبيقات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء.

البروتوكول الحالي

وأوضح إبراهيم، خلال مداخلة تلفزيونية، أن البروتوكول الحالي (IPv4) بات غير قادر على تلبية الاحتياجات الرقمية المتزايدة نتيجة محدودية عدد العناوين المتاحة، مما يحفّز الانتقال إلى البروتوكول الجديد الذي يوفر عددًا هائلًا من عناوين الإنترنت، فضلًا عن تقديم مزايا إضافية في مجالات الأمان وكفاءة التشغيل.

وأشار إلى أن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أطلق استراتيجية وطنية تستهدف تعميم استخدام البروتوكول السادس على نطاق واسع، لتتجاوز نسبة الاستخدام 80% من إجمالي الشبكات داخل مصر بحلول عام 2030، مع إعطاء أولوية لتطوير شبكات الهاتف الثابت والمحمول، إلى جانب البنية التحتية الرقمية للمؤسسات الحكومية.

ووفقًا للخطة الموضوعة، من المنتظر أن تصل نسبة اعتماد IPv6 في شبكات الهاتف الثابت إلى نحو 60% بحلول عام 2030، مقابل 80% لشبكات الهاتف المحمول، في حين تستهدف الدولة اعتمادًا كاملًا بنسبة 100% في المواقع والشبكات الحكومية خلال نفس الفترة، في خطوة من شأنها دعم التحول الرقمي الشامل وزيادة كفاءة الخدمات الإلكترونية المقدمة للمواطنين.

تهيئة البنية التحتية

كما شدد إبراهيم على أن التحول نحو IPv6 يتطلب تهيئة البنية التحتية لتتناسب مع المتطلبات التقنية الجديدة، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل حاليًا على تحديث الشبكات الأرضية من خلال التوسع في نشر شبكات الألياف الضوئية (Fiber)، إلى جانب الطفرة التي تشهدها شبكات المحمول استعدادًا لتقديم خدمات الجيل الخامس.

وتأتي هذه الجهود في سياق رؤية مصر الرقمية، التي تهدف إلى بناء مجتمع رقمي متكامل يدعم التنمية المستدامة ويُعزز قدرة الدولة على مواكبة التطورات العالمية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.