تحمل العلاقات المصرية السعودية أهمية خاصة للمنطقة، حيث إن مصر والمملكة تتمتعان بثقل وقوة وتأثير على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، ما يعزز من مستوى وحرص البلدين على التنسيق والتشاور السياسي المستمر بينهما، لبحث مجمل القضايا الإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، والأمن والسلم الدوليين. في هذا الصدد يوضح الدكتور على العنزى المحلل السياسى السعودى والأستاذ بجامعة الملك سعود، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العلاقات المصرية السعودية خير نموذج لتجسيد معاني الأخوة والشراكة بين البلدين الشقيقين، حيث كانت ولا زالت منذ قيامها مبنية على الاحترام المتبادل ليس فقط على مستوى القيادات بل على مستوى الشعبين الشقيقين؛ فهى علاقات استراتيجية ممتدة بين الدولتين والشعبين ، وتستند إلى أسس تاريخية فهى علاقات يتجاوز تاريخها السبعين عاماً، وتعد نموذجاً يحتذى للعلاقات العربية ـ العربية ،وقد أضفت أهمية البلدين فى المنظومة العربية ككل فى ظل قيادتى البلدين بكل ما تتمتع به من حكمة فى الرؤية واستقرار، وسعى للسلام. وبالنسبة لأهمية تلك العلاقات، يؤكد العنزى، أنها دعمت قضايا الدول العربية والمنطقة خاصًةً القضية الفلسطينية؛ فالتنسيق المصري السعودى منع كثيراً من المشاريع الدولية التي كانت ولا زالت تستهدف دول المنطقة وزعزعة استقرارها؛ فعلاقات التعاون والتنسيق المصري السعودى هما الجناحان اللذان تطير بهما الدول العربية في المحافل الدولية. وأشار العنزى إلى أن العلاقات المصرية السعودية تتعدى البعد السياسى والاستراتيجى إلى ما هو أقوى وأعمق، وتمتد إلى العلاقات الاجتماعية المتمثلة فى النسب والمصاهرة، وأيضا الصداقات التى تجمع أبناء الشعبين المصرى والسعودى؛ فهى علاقات تاريخية ممهورة بالدم والدين والعروبة والمصير المشترك؛ فالسعودي والمصرى يشعران بأنهما بين أهلهم عندما يكون أحدهما في بلده الثانى، لذلك يعيش أكثر من مليون سعودي على أرض مصر كمواطنين وهى أكبر جالية سعودية فى الخارج، كما بلغ عـدد المصـريين المتواجديـن بالسعودية 1.1 مليون مصرى حتى نهاية عام 2023؛ لذا تعتبر العلاقات المصرية السعودية نموذج للعلاقات الأخوية الاستراتيجية القائمة بين بلدين شقيقين، ومهما حاول الأعداء تعكير صفو هذه العلاقات لم ولن ينجحوا. وألمح العنزى إلى الزيارة التى أداها ولى العهد السعودى رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى مصر منتصف اكتوبر الماضى، والتى حملت فى طياتها العديد من الرسائل المهمة، وكان لها أهمية خاصة كونها جاءت فى توقيت حرج بالمنطقة وفترة يموج فيها الشرق الأوسط بتحديات غير مسبوقة؛ فهناك حرب غزة بينما يشتعل الصراع المسلح فى السودان وحرب أخرى فى لبنان، ومحاولات الزج بالمنطقة إلى أتون حرب شاملة و تهديد أمن البحر الأحمر، وفى هذا الصدد نلمس تطابق الموقف المصرى والسعودى. ونوه العنزى بأن الزيارة أكدت الدور المحورى لكل من مصر والسعودية فى ضبط المشهد بالمنطقة، والمساعدة على إعادة التوازن للأمور فى المسارات كافة؛ فهى زيارة تؤكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك أن مصر والمملكة جناحا الاستقرار فى المنطقة وسيظلان الدولتين المؤثرتين فى المشهد الإقليمى بما تملكاه من قوة مكانة وثقل على الصعيدين السياسى والاقتصادى وأيضًا موقعيهما الاستراتيجيين.