تتمتع محافظات الصعيد بمعدل سطوع شمسي استثنائي يتجاوز 3000 ساعة سنويًا، وهو ما يجعلها من أغنى مناطق العالم في إنتاج الطاقة الشمسية. ورغم هذه الميزة، لا يزال هذا المورد الحيوي بعيدًا عن الاستغلال الأمثل الذي يمكن أن يغير ملامح التنمية في الجنوب. فرص اقتصادية للمواطنين يشير خبراء الطاقة إلى أن تحويل أسطح المنازل في القرى والمدن إلى محطات شمسية صغيرة، يمكن أن يحقق وفورات كبيرة في استهلاك الكهرباء للأسر، ويوفر مصدرًا نظيفًا ومستدامًا للطاقة، فضلاً عن فتح آفاق جديدة للاستثمار المحلي. تحديات حقيقية ورغم وضوح الجدوى، فإن ارتفاع التكلفة الأولية للألواح الشمسية، وضعف الوعي المجتمعي، وغياب برامج تمويل ميسرة، ما زالت تمثل أبرز العقبات أمام انتشار هذه التقنية بالصعيد. تجارب ملهمة شهدت بعض قرى المنيا وأسوان نماذج ناجحة، بعد تركيب ألواح شمسية في المدارس والوحدات الصحية، وهو ما ساهم في تقليل الضغط على شبكات الكهرباء، وأثبت أن التوسع في هذا المجال ممكن وواعد. مستقبل واعد للصعيد يرى الخبراء أن تحويل الطاقة الشمسية إلى مشروع قومي في محافظات الصعيد يحتاج إلى دعم حكومي جاد ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص، بما يحول المنطقة إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة، ويمنح الأهالي مصدرًا اقتصاديًا مستدامًا. خاتمة الطاقة الشمسية في الصعيد ليست مجرد خيار إضافي، بل ضرورة استراتيجية. وإذا جرى استغلالها بوعي وتخطيط، يمكن أن تصبح الجنوب المصري قاطرة حقيقية للطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.