مصر اليوم / اليوم السابع

وكالات الصحة العالمية تصدر توصيات جديدة لإنهاء وفيات نزيف ما بعد الولادة

تحث كل من منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لأطباء النساء والتوليد واللجنة الدولية للطب على تحسين والتشخيص والعلاج بشكل أسرع لمعالجة مضاعفات الولادة الأكثر شيوعًا في العالم

وقالت المنظمة فى بيان لها، ٱنه من خلال إرشادات جديدة بارزة صدرت اليوم، تدعو وكالات الصحة الإنجابية الرائدة إلى تغيير جذري في كيفية الوقاية من نزيف ما بعد الولادة وتشخيصه وعلاجه، تُبرز هذه التوصيات الحاجة المُلحة للكشف المُبكر والتدخل السريع، وهما خطوتان يُمكن أن تُنقذا حياة عشرات الآلاف من النساء سنويًا.

يُعرّف نزيف ما بعد الولادة بأنه نزيف حاد، ويؤثر على ملايين النساء سنويًا، ويتسبب في وفاة ما يقرب من 45,000 ألف امرأة، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات عالميًا، وحتى في حال عدم تسببه في الوفاة، فإنه قد يؤدي إلى آثار صحية جسدية ونفسية مدى الحياة، بدءًا من تلف الأعضاء الرئيسية وصولًا إلى استئصال الرحم، والقلق، والصدمات النفسية.

قال الدكتور جيريمي فارار، المدير العام المساعد لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض ورعاية الأطفال: "يُعد نزيف ما بعد الولادة أخطر مضاعفات الولادة، إذ يمكن أن يتفاقم بسرعة مُقلقة، ورغم صعوبة التنبؤ به دائمًا، إلا أنه يُمكن الوقاية من الوفيات بتوفير الرعاية المناسبة".
وأضاف: " ٱنه صُممت هذه الإرشادات لتحقيق أقصى قدر من التأثير حيثما يكون العبء أكبر والموارد محدودة، مما يُساعد على ضمان نجاة المزيد من النساء من الولادة وعودتهن إلى منازلهن بأمان".

معايير تشخيصية جديدة للتحرك السريع..

وتقدم المبادئ التوجيهية، التي نشرتها منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد والاتحاد الدولي للقابلات، معايير تشخيصية موضوعية جديدة للكشف عن نزيف ما بعد الولادة، استناداً إلى أكبر دراسة حول هذا الموضوع حتى الآن - والتي نشرت اليوم أيضاً في مجلة لانسيت.

تحدث العديد من حالات نزيف ما بعد الولادة دون تحديد عوامل خطر، مما يعني أن الكشف المبكر والاستجابة السريعة أمران بالغي الأهمية، ومع ذلك، في العديد من الحالات، وخاصةً حيث تكون موارد الرعاية الصحية وأجنحة الولادة مُرهقة، يؤدي التأخير في العلاج إلى عواقب وخيمة.
عادةً ما يُشخَّص نزيف ما بعد الولادة بفقدان 500 مل أو أكثر من الدم، والآن، يُنصح الأطباء أيضًا بالتدخل عند وصول فقدان الدم إلى 300 مل، مع ملاحظة أي علامات حيوية غير طبيعية، لتشخيص نزيف ما بعد الولادة مبكرًا، يُنصح الأطباء والقابلات بمراقبة النساء عن كثب بعد الولادة واستخدام ستائر مُعايرة - وهي أجهزة بسيطة تجمع الدم المفقود وتقيسه بدقة - حتى يتمكنوا من التصرف فورًا عند استيفاء المعايير.

توصي الإرشادات بالتطبيق الفوري لحزمة إجراءات MOTIVE فور تشخيص النزف التالي للوضع. ويشمل ذلك:
تدليك الرحم
أدوية محفزة للانقباضات
حمض الترانيكساميك (TXA) لتقليل النزيف
السوائل الوريدية
فحص المهبل والجهاز التناسلي، و
تصعيد الرعاية إذا استمر النزيف.
وفي الحالات النادرة التي يستمر فيها النزيف، توصي المبادئ التوجيهية أيضًا بتدخلات فعالة مثل الجراحة أو نقل الدم لتثبيت حالة المرأة بشكل آمن حتى يتوفر علاج إضافي.

قالت البروفيسورة آن بياتريس كيهارا، رئيسة الاتحاد الدولي للجراحين: "تحتاج النساء المصابات بنزيف ما بعد الولادة إلى رعاية سريعة ومجدية وفعالة، تُسهم في القضاء على الوفيات المرتبطة بنزيف ما بعد الولادة، تتبع هذه الإرشادات نهجًا استباقيًا قائمًا على الجاهزية والتعرف على الحالات والاستجابة لها،  وهي مصممة لضمان تحقيق أثر ملموس، وتمكين العاملين الصحيين من تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب وفي سياقات متنوعة".

الحد من المخاطر من خلال الوقاية الفعالة..

تُشدد الإرشادات على أهمية الرعاية الجيدة قبل الولادة وبعدها للتخفيف من عوامل الخطر الحرجة، مثل فقر الدم، وهو مرض شائع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، يزيد فقر الدم من احتمالية حدوث نزيف ما بعد الولادة، ويُفاقم الحالة في حال حدوثه، تشمل التوصيات للأمهات المصابات بفقر الدم تناول الحديد وحمض الفوليك يوميًا عن طريق الفم أثناء الحمل، ونقل الحديد عن طريق الوريد عند الحاجة إلى تصحيح سريع، بما في ذلك نزيف ما بعد الولادة، أو في حال فشل العلاج الفموي.

وتحث النشرة أيضًا على منع الممارسات غير الآمنة مثل عمليات شق العجان الروتينية مع تعزيز التقنيات الوقائية مثل تدليك العجان في أواخر الحمل، وذلك لتقليل احتمالية حدوث الصدمات والنزيف الشديد بعد الولادة.


خلال المرحلة الثالثة من المخاض، توصي الإرشادات بإعطاء مُقوّي رحم عالي الجودة لدعم انقباض الرحم، ويفضل استخدام الأوكسيتوسين أو الكاربيتوسين المقاوم للحرارة كبديل، في حال عدم توفر خيارات الحقن الوريدي وعدم موثوقية سلسلة التبريد، يمكن استخدام الميزوبروستول كملاذ أخير.


قالت البروفيسورة جاكلين دانكلي، الحاصلة على وسام الإمبراطورية البريطانية، ورئيسة القابلات في الاتحاد الدولي للقابلات: "تُدرك القابلات عن كثب مدى سرعة تفاقم نزيف ما بعد الولادة وتسببه في خسائر في الأرواح".


وأضافت: "هذه الإرشادات تُحدث نقلة نوعية، ولكن لوضع حد للوفيات التي يُمكن الوقاية منها بسبب نزيف ما بعد الولادة، نحتاج إلى أكثر من مجرد أدلة وبروتوكولات، ندعو الحكومات والأنظمة الصحية والجهات المانحة والشركاء إلى تكثيف الجهود وتبني هذه التوصيات بسرعة، والاستثمار في القابلات ورعاية الأمومة حتى يصبح نزيف ما بعد الولادة مأساة من الماضي".


تُرفق هذه المبادئ التوجيهية بمجموعة من موارد التدريب والتنفيذ، طُوّرت بالتعاون مع شركاء، منهم صندوق الأمم المتحدة للسكان، تتكون هذه الأدوات من وحدات عملية للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، وأدلة وطنية لتقديم ممارسات جديدة، وتدريب قائم على المحاكاة لتعزيز الاستجابة للطوارئ.

سيتم إطلاق هذه المبادئ التوجيهية الموحدة - وهي الأولى التي تركز بشكل فريد على النزف التالي للوضع - خلال مؤتمر الاتحاد الدولي للأطباء البيطريين (FIGO) العالمي لعام 2025 في كيب تاون، جنوب أفريقيا.


وتُعد هذه المبادئ خطوةً حاسمةً في تنفيذ خارطة الطريق العالمية لمكافحة النزف التالي للوضع بين عامي و2030.
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا