لم تكن "ملك" تعلم أن ابتسامتها الأخيرة مساء الخميس ستكون الوداع الأخير.. خرجت من بيتها طفلة في ربيعها الرابع عشر تحمل براءة الصغار، وعادت بعد ساعات وهي تصارع الموت بين يدي أسرتها، بعدما تسلل "سم غادر" إلى أحشائها فمزق جدار معدتها وأصاب كبدها، لتتحول ضحكاتها إلى صرخات ألم مدوية انتهت برحيلها المأساوي صباح الجمعة، تاركة خلفها قرية كاملة غارقة في الدموع والحزن. ملك ضحية سم غادربدأت القصة حين توجهت "ملك محمد كمال" مساء الخميس إلى منزل جارتها وهي بكامل صحتها ووعيها، ولم تمضِ ساعات حتى عادت مسرعة إلى منزل أسرتها وهي تتلوى من الألم وتستغيث، قبل أن تسقط بين أيدي ذويها. تدهور مفاجئ ونهاية مأساويةسارعت الأسرة بنقلها إلى المستشفى، حيث أظهرت الفحوص إصابتها بتسمم شديد ناتج عن تناولها طعامًا مسمومًا.وبحسب شهادة أحد أقاربها، تمكن السم من التغلغل في شرايين جسدها النحيل حتى انفجرت معدتها وتضرر كبدها، لتفقد وعيها بشكل كامل قبل أن تفارق الحياة في مشهد أبكى الجميع. شكوك جنائية وتأخر تقرير الطب الشرعيورغم عدم اتهام أسرة الطفلة لجيرانها بالتسبب في الحادث، إلا أن الغموض ما زال يكتنف الواقعة وسط شكوك حول وجود شبهة جنائية. وأبدت أسرة "ملك" استياءها من تأخر توقيع الكشف الطبي الشرعي على جثمان ابنتهم، الذي ما زال محتجزًا منذ أكثر من 20 ساعة، مطالبين بسرعة إصدار التقرير الرسمي لتحديد أسباب الوفاة الحقيقية، وإنهاء إجراءات الدفن "إكرامًا لجسدها الطاهر". تحولت شوارع قرية دفنو إلى ساحة صمت وحزن وتساؤل، حيث خيمت الدموع على وجوه الأهالي الذين لم يصدقوا رحيل الطفلة التي كانت بالأمس تملأ المكان ضحكًا وحيوية، قبل أن يختطفها الموت في لحظة صادمة.