كتب محمود عبد الراضيالأربعاء، 08 أكتوبر 2025 05:05 م شهدت أكاديمية الشرطة، اليوم الأربعاء، احتفالية مهيبة بمناسبة تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، واللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة. وجاءت الاحتفالية هذا العام بطابع استثنائى، إذ تزامنت مع مرور خمسين عامًا على صدور قرار إنشاء الأكاديمية، التى باتت أحد أبرز الصروح الأمنية والتعليمية فى مصر والمنطقة. ومن بين الفقرات اللافتة التى جذبت انتباه الحضور خلال العروض المقدّمة، ظهر كلب روبوت صغير الحجم يتمتع بقدرة عالية على المناورة والحركة فى المناطق الضيقة، وقدرة على الاقتحام والتعامل مع الأهداف الخطرة، سواء فى مواجهة العناصر الإجرامية شديدة الخطورة أو فى عمليات تحرير الرهائن. الروبوت مصمم على شكل كلب آلى، ومزود بتقنيات حديثة تتيح له إطلاق الرصاص عند الضرورة، مع الحفاظ الكامل على سلامة القوات المشاركة فى العمليات، وتقليل حجم المخاطر والخسائر البشرية المحتملة فى المواجهات المباشرة. هذا الظهور الميدانى للكلب الروبوت يعكس حجم الثورة التكنولوجية التى تشهدها وزارة الداخلية فى السنوات الأخيرة، والتى تستهدف تطوير أدوات العمل الأمنى بما يتناسب مع التحديات المعاصرة، ويساهم فى الارتقاء بكفاءة الأداء، عبر دمج الذكاء الاصطناعى والتقنيات الذكية فى منظومة الأمن. ويأتى ذلك ضمن رؤية متكاملة لتعزيز قدرات الشرطة، وتمكينها من التعامل مع أنماط جديدة من الجريمة، بما فى ذلك الجرائم المنظمة والتكنولوجية والعابرة للحدود. وتعمل وزارة الداخلية بشكل متواصل على تحديث البنية التكنولوجية للجهات الشرطية، وتدريب الكوادر على استخدام الوسائل الذكية فى العمل الميدانى، من خلال الأكاديمية التى أصبحت مختبرًا فعليًا لتطوير قدرات العنصر البشرى، وبؤرة إشعاع علمى تواكب أحدث ما توصلت إليه العلوم الأمنية حول العالم. ويعد ظهور الكلب الروبوت اليوم مثالًا حيًّا على هذا التوجه، حيث يرمز إلى الدمج الحقيقى بين التكنولوجيا المتقدمة والميدان الأمني. وتواصل أكاديمية الشرطة منذ إنشائها قبل نصف قرن أداء دورها فى تخريج أجيال من رجال الشرطة، الذين حملوا راية حماية الوطن، وساهموا فى الحفاظ على استقراره وأمنه الداخلي. وعلى مدار خمسين عامًا، أصبحت الأكاديمية مصنعًا لصياغة الشخصية الأمنية المصرية، القادرة على التعامل مع الواقع ومتغيراته، مسلحة بالعلم والانضباط والقدرة على التطوير الذاتي. الاحتفالية جاءت لتؤكد أن الأكاديمية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل قلعة أمنية متجددة، تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وتضع الابتكار فى قلب عملية التأهيل والتدريب. وبينما وقف الخريجون الجدد يؤدون قسم الولاء والانتماء، كانت رسائل التكنولوجيا فى العروض تؤكد أن الأمن فى مصر بات يواكب لغة العصر، دون التخلى عن الثوابت والقيم التى تشكل جوهر الرسالة الشرطية.