شهد ميناء الضبعة التخصصي بموقع المحطة النووية بالضبعة يوم الثلاثاء الموافق 21 أكتوبر 2025 حدثًا استثنائيًا تمثل في وصول وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة النووية الأولى قادمًا من دولة روسيا الاتحادية، في خطوة تُعد من أبرز مراحل تنفيذ المشروع النووي المصري.
وعاء المفاعل.. القلب النابض للوحدة النووية الأولى
يُعد وعاء ضغط المفاعل أحد أهم المكونات الرئيسية في المحطة النووية، حيث يحتوي بداخله على قلب المفاعل الذي تتم فيه التفاعلات النووية المتحكم بها.
ويتميّز هذا الوعاء بقدرته العالية على تحمل الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة، مع ضمان الإحكام الكامل ضد أي تسرب، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمان والموثوقية التشغيلية بالمحطة.
تصنيع روسي تحت إشراف مصري صارم
تم تصنيع الوعاء في مصنع "إيجورا" التابع للقسم الهندسي الميكانيكي بمؤسسة "روساتوم" الحكومية الروسية، ويزن أكثر من 330 طنًا.
وشارك خبراء من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء – بصفتها المالك والمشغل المستقبلي للمحطة – في جميع مراحل التفتيش أثناء التصنيع، لضمان الالتزام بمعايير الجودة والمتطلبات الفنية الدولية.
رحلة بحرية دقيقة من سانت بطرسبورغ إلى الضبعة
غادر الوعاء ميناء سانت بطرسبورغ في الأول من أكتوبر على متن سفينة شحن بحرية متخصصة، واستغرقت الرحلة نحو 20 يومًا حتى وصوله إلى موقع المحطة بالضبعة، عبر الرصيف البحري الذي أُنشئ خصيصًا لاستقبال المعدات الثقيلة وغير النمطية الخاصة بالمشروع.
بدء أعمال تركيب الوعاء في منتصف نوفمبر المقبل
صرّح الدكتور المهندس شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، قائلًا: "نشهد اليوم مرحلة فارقة في تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة مع وصول وعاء ضغط المفاعل إلى الموقع، تمهيدًا لبدء أعمال التركيب خلال منتصف شهر نوفمبر المقبل.
ويواصل فريق العمل جهوده المكثفة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الاستراتيجي، الذي يُجسد التعاون المثمر بين الجانبين المصري والروسي."
تعاون مصري – روسي يترجم رؤية استراتيجية
من جانبه، أكد أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة «أتوم ستروي إكسبورت» ومدير مشروع الضبعة من الجانب الروسي، أن هذا الحدث يمثل مرحلة حاسمة في مسار تنفيذ المشروع، مشيدًا بمستوى التعاون الفعّال بين فرق العمل من الجانبين.
وأضاف: "نقف الآن على أعتاب الحدث الأبرز لهذا العام، وهو تركيب وعاء ضغط المفاعل في موضعه التصميمي، في إنجاز يعكس العزيمة المشتركة والتكامل الفني بين مصر وروسيا."
لمحة عن مشروع المحطة النووية بالضبعة
تُعد المحطة النووية بالضبعة أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في جمهورية مصر العربية، وتقع بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بُعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. تتألف المحطة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، وتعمل بتقنية مفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المطوّر، وهي من أحدث المفاعلات النووية الآمنة قيد التشغيل عالميًا.
التزامات استراتيجية وتعاون طويل الأمد
يتم تنفيذ المشروع بموجب حزمة العقود الموقعة في 11 ديسمبر 2017، والتي تنص على أن الجانب الروسي سيتولى بناء المحطة وتوريد الوقود النووي طوال فترة التشغيل، إضافة إلى تدريب الكوادر المصرية ودعمها خلال العشر سنوات الأولى من التشغيل. كما سيتولى الجانب الروسي، بموجب اتفاقيات منفصلة، إنشاء مرافق تخزين خاصة وتوريد حاويات مخصصة لتخزين الوقود النووي المستنفد، بما يضمن استدامة التشغيل الآمن للمحطة.
ختام
يمثل وصول وعاء ضغط المفاعل النووي إلى الضبعة محطة رئيسية في مسيرة مصر نحو امتلاك قدرات نووية سلمية متقدمة، ويؤكد أن المشروع يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلم توليد الكهرباء بالطاقة النووية كأحد أعمدة التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
