كشفت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيفرض على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سياسة إسرائيل الخارجية، في ما يتعلق بالحرب والسلم وتبادل الأسرى مع حركة «حماس»، ليتجنب التوبيخ مثل ما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قبل أيام في البيت الأبيض. وقالت المصادر المقربة من رئيس الوزراء إن «شهر العسل» بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو «تبدد»، مضيفة أن الرئيس الأميركي هو «الحاكم أو الملك» في إسرائيل وهو ما توقعه مجلس النخبة في إسرائيل أيضاً. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المصادر، «لقد تبين لنتنياهو، عندما التقى مع ترامب في الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض (منذ نحو شهر)، أن الرئيس الأميركي، يتخذ القرارات الإستراتيجية لإسرائيل بدلاً عن رئيس الوزراء. وأشارت إلى أن ترامب، فرض المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى في غزة بواسطة مبعوثه، ستيف ويتكوف، رغم أن رئيس الوزراء رفضها وسعى إلى إحباطها طوال سنة كاملة. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تفرض على إسرائيل حالياً تطبيق مرحلة التداول مع لبنان حول الحدود، بينما نتنياهو عارض ذلك عندما وقع رئيس الحكومة السابق يائير لابيد، اتفاق الحدود الاقتصادية (البحرية) مع لبنان، ووصفه نتنياهو بأنه «اتفاق الخيانة والاستسلام»، وتعهد بإلغائه. وعندما وافق نتنياهو على وقف النار مع «حزب الله»، استسلم للرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، وتحول الآن إلى استسلام لترامب، وعملياً سيطبق رئيس الوزراء الاتفاق الذي وقعه لابيد بالضبط، وفقاً للصحيفة. وتابعت أن المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة و«حماس»، فُرضت أيضاً على الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن «هذه المفاوضات لو نجحت وأبرمت صفقة، لأدركت حماس أن الأفضل لها أن تجري محادثات مباشرة مع ترامب، وكما سنرى كيف أن كل الخطوات المستقبلية سيفرضها الأميركيون، ومن دون أي ترجيح رأي إسرائيلي». وحسب الصحيفة، فإن ترامب وويتكوف يريدان استمرار وقف النار وتحرير الأسرى الإسرائيليين، وأنه خلافاً لبايدن ليس باستطاعة نتنياهو أن يقول لهما لا، وهما يعلمان ذلك. ولفتت إلى أن إسرائيل تنصاع لإملاءات أميركية في شأن قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار المؤيد لروسيا ضد أوكرانيا. وأضافت الصحيفة «ينبغي القول إنه يجري إخضاع إسرائيل بالمطلق للأجندة الأميركية، ويبدو أنها فوجئت باكتشاف أن ترامب لا يكتفي بكونه رئيس الولايات المتحدة، وأنه يريد أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية أيضاً، وفي تلك الأثناء، تسير هذه الأمور جيداً لأن حكومة تل أبيب، توافق باستسلام على كل مطالبه وطلباته». وواصلت الصحيفة انتقادها لنتنياهو، مضيفة «يخيل لرئيس الوزراء أنه لن يحصل له مثلما حصل لزيلينسكي (خلال توبيخه) في البيت الأبيض، طالما أنه ينصاع لترامب طبعاً، لكن عندما يتوقف عن ذلك، فإن رئيس الوزراء، قد يلقى معاملة مشابهة، وهو يعلم ذلك». وأضافت «لا يبدو أن أمام نتنياهو طريقاً مختلفاً حالياً، ولذلك صمت عندما كُشفت مفاوضات مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بولر، مع حماس، ولم يكن هناك أي تعقيب إسرائيلي عندما ضحك بولر خلال مقابلات على الوزير رون ديرمر، وتحدث عن فنجان قهوة مع القياديين في حماس».