كتبت- دينا كرم: فاجأت وزارة البترول والثروة المعدنية المواطنين اليوم، ببيان كاشف وصفته بأنه لـ”إعلان نتائج التحقيقات بشأن جودة البنزين المتداول في الأسواق”، لكنها أغفلت 3 أسئلة تهم المواطنين ربما أهمها: هل تستمر الأزمة أم أنها انتهت؟ في بيانها، قالت الوزارة إنه وفقًا لمؤشرات الشكاوى الواردة خلال الفترة من 4 إلى 9 مايو 2025 بشأن جودة منتج البنزين المطروح بالأسواق المحلية، فقد تم تسجيل إجمالي 870 شكوى على مستوى الجمهورية، توزعت على النحو التالي 5 شكاوى يوم 4 مايو، 139 شكوى يوم 5 مايو، 189 شكوى يوم 6 مايو، 134 شكوى يوم 7 مايو، 269 شكوى يوم 8 مايو، 134 شكوى يوم 9 مايو. تفاصيل الشكاوى وتحليل العينات وأشارت وزارة البترول إلى أنه تم تحليل 807 عينات من مختلف المحافظات، بواسطة فرق من وزارتي البترول والتموين، بالإضافة إلى شركات تحليل محايدة، أثبتت وجود 802 عينة مطابقة للمواصفات و5 عينات غير مطابقة للمواصفات. وأوضحت الوزارة أن محافظة القاهرة جاءت في المرتبة الأولى بعدد 429 شكوى، الجيزة 208 شكوى، القليوبية 50 شكوى، الشرقية 31 شكوى، الإسكندرية 29 شكوى، الغربية 19 شكوى، المنوفية 18 شكوى، الدقهلية 12 شكوى، المنيا 12 شكوى، الفيوم 10 شكاوى، الإسماعيلية 9 شكاوى، بينما شهدت باقي المحافظات بضعة شكاوى أو لم ترد منها شكاوى على الإطلاق. وجاءت نتائج التحاليل كالتالي: في منطقة القاهرة الكبرى البترولية تم تحليل 250 عينة عبر وزارة البترول والثروة المعدنية، و205 عبر وزارة التموين، وتبين وجود حالتين غير مطابقتين في محافظتي القاهرة والقليوبية، أما في منطقة الإسكندرية البترولية (الإسكندرية، كفر الشيخ، البحيرة، مطروح)، تم تحليل 136 عينة، منها 73 عبر شركات محايدة، وجاءت جميعها مطابقة للمواصفات عدا عينة واحدة. وفي منطقة السويس البترولية (السويس، البحر الأحمر، جنوب سيناء) تم تحليل 75 عينة، جميعها مطابقة، بينما في محافظات الصعيد تم تحليل 68 عينة، منها عينتان غير مطابقتين بمركز الفشن – بني سويف، ومحافظة قنا. رغم التعويض.. سبب “البنزين المغشوش” يبقى مجهولا رغم من ثبوت عينات غير مطابقة للمواصفات إلا أن الوزارة لم توضح أسباب الأزمة أو من المتسبب فيها، بل أشارت إلى صعوبة تحديد الأسباب الفنية لتعطل طلمبات السيارات الواردة بالشكاوى، والتي قالت إنه قد يكون من بينها جودة منتج البنزين وكذلك الحالة الفنية للمركبة أو العمر الافتراضي للطلمبات. ورغم عدم تحديدها الجهة المسؤولة، أقرت الوزارة صرف تعويض يصل إلى 2000 جنيه كحد أقصى، لأصحاب السيارات المتضررة الذين استبدلوا طلمبة البنزين، وذلك بـ3 شروط هي: أن تكون الشكوى مقدمة خلال الفترة من 4 إلى 10 مايو 2025، على أن تكون الشكوى بخصوص نفس الفترة (يعني هذا أن آخر موعد لتلقى الشكاوى أمس السبت، ولن يعتد بأي شكاوى جديدة بخصوص البنزين المغشوش). إضافة لتقديم المستندات التي تفيد ملكية مقدم الشكوى للسيارة. وتقديم فاتورة معتمدة تفيد استبدال طلمبة السيارة. من المتسبب في الأزمة؟ كما تجاهل بيان الوزارة اليوم الإشارة إلى المتسبب في أزمة تلف الطرمبات، واكتفى البيان بتعديد الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضمان جودة البنزين قبل الدفع به إلى محطات الوقود. وقالت الوزارة إنه فيما يخص البنزين المنتج محليًا، فإنه تقرر عدم تدفيع معامل التكرير لأي منتج للاستهلاك إلا بعد تحليل عينات منه في معملين مختلفين ومطابقة النتائج بدلا من التحليل في معمل واحد. أما فيما يخص البنزين المستورد، فإنه تقرر سحب عينات تحت إشراف شركات محايدة وتحليلها في ثلاث معامل مختلفة لضمان دقة النتائج بدلا من معمل واحد. وفيما يخص سلسلة الإمداد، تقرر إجراء التحاليل قبل وبعد تدفيع المنتج للتأكد من الجودة على مدى سلسلة الإمداد بأكملها، وتكليف شركات محايدة بإجراء التحاليل لضمان الحيادية. هل تستمر الأزمة أم أنها انتهت؟ سؤال ثالث تجاهله بيان الوزارة اليوم، فلم يحدد إذا ما كانت الأزمة انتهت، أم أنها لا تزال مستمرة. في حين رجح حسن نصر، رئيس الشعبة العامة للمواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، في تصريح “لمصراوي” أن تكون أزمة “البنزين المغشوش” انتهت فعليًا منذ لحظة ظهورها. وأرجع ذلك إلى أن المخزون الموجود من البنزين لا يتراكم داخل المحطات، بل يباع بشكل يومي وفقًا لحجم المبيعات بكل محطة. وأوضح نصر أنه على سبيل المثال إذا كان هناك مشكلة في أي شحنة فإنه تم استهلاكها بالفعل في اليوم ذاته أو في اليوم التالي، لذلك فإنها تكون قد اختفت من السوق. وأشار نصر إلى أن شركات التسويق مسؤولة فقط عن توزيع المنتج، بينما لا تقوم بتكريره أو تصنيعه، وهو ما يقلل من احتمالية وجود تلوث أو خلل في جودته داخل المحطة نفسها، مضيفًا: “التانكات في المحطات لم يثبت تلوثها أو احتواؤها على مياه أو إضافات مخالفة”. وتواصل مصراوي مع مسئولين في وزارة البترول في محاولة للحصول على إجابات على الأسئلة الثلاثة، بجانب السؤال حول كيفية تعويض من لم يتقدم بشكوى في المدة المحددة، إلا أن 3 مسئولين لم يجيبوا على الاتصالات ورسائل الواتس آب. اقرأ أيضًا: هل أزمة “البنزين المغشوش” انتهت؟.. شعبة المواد البترولية تجيب البنزين المغشوش.. شروط حصول المتضررين على تعويض 2000 جنيه بعد ظهور نتائج تحاليل البنزين.. 5 عينات غير مطابقة للمواصفات في هذه المحافظات القاهرة تتصدر.. البترول تكشف خريطة شكاوى “البنزين المغشوش” على مستوى الجمهورية