احتفل الفنان السعودي راشد الماجد بعيد ميلاده في السابع والعشرين من يوليو، حاملًا معه مشوارًا فنيًا استثنائيًا امتد لأكثر من 40 عامًا، أصبح خلالها أحد أعمدة الأغنية الخليجية والعربية، بصوته الدافئ وإحساسه العالي، صنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب الملايين، وتمكن من تحقيق نجاحات متتالية ليس فقط كمطرب، بل كمنتج وصاحب رؤية فنية وتجارية واضحة. وفي هذه المناسبة، نسلط الضوء على أبرز محطات مسيرته الفنية، منذ بداياته وحتى يومنا هذا. النشأة والبداية الفنية ولد راشد الماجد في 27 يوليو عام 1969 في مدينة المنامة بمملكة البحرين لأب سعودي وأم بحرينية، ونشأ ما بين الدمام والمنامة. ظهرت موهبته الغنائية منذ صغره، واكتشفه أستاذه في المدرسة “حامد الحامد” الذي دعمه في أولى خطواته الفنية، حيث كتب ولحن له أغنية “حلوة يا بحرينية”، والتي كانت أول عمل يُذاع له عبر التلفزيون، مما شكّل انطلاقته الحقيقية. أولى الألبومات وبوادر الشهرة أصدر راشد أول ألبوم له بعنوان “آه يا قلبي” عام 1984، وهو لا يزال في الخامسة عشرة من عمره، تلاه ألبوم “لي بنت عم” في 1986، الذي شكّل نقلة نوعية في مسيرته بعد أن لاقى صدىً واسعًا في الخليج العربي، وأسهم في ترسيخ اسمه على الساحة الفنية. التسعينيات.. الانطلاقة الذهبية شهد عقد التسعينيات ذروة تألق راشد الماجد، حيث أصدر ألبومات متميزة مثل “الدنيا حظوظ” و”الله كريم” في عام 1993، وحققت أعماله انتشارًا كبيرًا ثم جاء عام 1994 بألبوم “شرطان الذهب” الذي رسّخ مكانته كواحد من أبرز نجوم الخليج، تلاه في 1995 ألبوم “أغلى حبيبة” الذي زاد من جماهيريته. وفي عام 1996، أطلق ألبوم “المسافر”، والذي يُعتبر أحد أنجح ألبوماته على الإطلاق، حيث تجاوزت مبيعاته حاجز المليون نسخة، وضم مجموعة من الأغنيات التي أصبحت أيقونات فنية مثل: “وحشتني”، و”وينك حبيبي”. نضوج فني وتحول إلى الإنتاج مع بداية الألفية الجديدة، واصل راشد تقديم أعمال فنية قوية، ولكنه اتخذ أيضًا مسارًا جديدًا في عالم الإنتاج الفني. في عام 2005، أصدر ألبوم “الحل الصعب”، تلاه “سلامات” في 2007 و”نور عيني” في 2009، وظهر خلالها نضج واضح في اختياراته وتنوع موسيقي غني. وفي عام 2006، أصبح راشد المالك الكامل لشركة “فنون الجزيرة”، وفي 2007 أطلق قناته التلفزيونية “وناسة”، كما دخل في شراكة مع مجموعة MBC بنسبة 50% في شركة “Platinum Records”، ليصبح من أهم منتجي ومطوري الأغنية الخليجية. استمرارية ونجاحات حديثة لم يتوقف راشد عن العطاء رغم التغيرات التي طرأت على المشهد الفني، واصل إصدار الأغنيات المنفردة والتعاون مع أبرز الشعراء والملحنين، وكان آخر ألبوم له بعنوان “استحالة”، والذي صدر عام 2024، ولاقى إعجاب جمهور واسع، مؤكدًا على قدرته على مواكبة العصر دون أن يفقد هويته الفنية.