البكرى: انخفاض تكاليف التشغيل والتمويل يمثلان عنصر جذب للمستثمرين أكد خبراء ومتعاملون بالقطاع السياحي، أن الاقتصاد المصري شهد خلال الفترة القليلة الماضية، مؤشرات إيجابية لاسيما مع تراجع معدلات التضخم وهو ما ينعكس بشكل مباشر على عدد من القطاعات الحيوية فى مقدمتها السياحة. أضافوا أن القطاع يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد القومي ومصدرا رئيسيا للعملة الصعبة ، وتعتمد عليه الدولة بشكل مباشر فى تلبية كافة احتياجاتها من الخارج. قال عمرو صدقي رئيس مجلس إدارة شركة “كرييتف” للسياحة والرئيس الأسبق للجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن انخفاض معدلات التضخم يدعم انتعاش السياحة الداخلية ويرفع معدلات إشغال الفنادق فى المقاصد السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي. وتابع: “تراجع التضخم يسهم فى استقرار الأسعار نسبيا وارتفاع القوة الشرائية مما يتيح للمواطنين تخصيص جزء من دخلهم للإنفاق على السفر والأنشطة الترفيهية بدلا من إنفاق معظم دخلهم على شراء السلع الأساسية”. أوضح صدقي، أن تراجع التضخم يعكس صورة إيجابية عن الاقتصاد المصري ما يعزز ثقة السائح الأجنبي فى الوجهة المصرية حتى يكون لها النصيب الأكبر فى اختيارته بين الأسواق المنافسة بالمنطقة. وأشار إلى أن الزائر الأجنبي عادة ما يفضل الدول التى تتمتع باستقرار اقتصادي وأسعار مناسبة، وهو ما يجعل مصر وجهة منافسة بقوة مقارنة بدول أخرى فى المنطقة. أكد رئيس مجلس إدارة شركة “كرييتف”، أن استقرار الأسعار يجعل السائح يستمتع بتجربة متوازنة بين الجودة والتكلفة ما يشجعه على إطالة مدة إقامته وزيادة انفاقه على الأنشطة الترفيهية والثقافية وبالتالى زيادة العائدات السياحية وتحقيق مستهدفات الحكومة بزيادة الإيرادات الدولارية. وقال أحمد البكري عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن انخفاض تكاليف التشغيل والتمويل الناتجة عن تراجع معدلات التضخم يمثلان عنصر جذب للمستثمرين فى قطاع السياحة، متوقعا أن يشهد القطاع السياحي زيادة فى الاستثمارات الجديدة وتوسعات الفنادق والمنتجعات خلال الفترة المقبلة. أضاف أن تراجع التضخم يعد رسالة طمأنة للعالم بأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو الاستقرار الاقتصادي ويسهم بقوة فى حملات الترويج السياحي خاصة فى الأسواق الأوربية والخليجية التى تضع عنصر الاستقرار ضمن أولويات اختيار وجهاتها. أوضح البكري، أن تراجع التضخم يعد فرصة ذهبية لقطاع السياحة لتحقيق طفرة جديدة فى جذب السائحين وزيادة الاستثمارات لاسيما مع افتتاح المتحف المصري الكبير المرتقب فى مطلع نوفمبر المقبل، مؤكدا أن مصر تبدو على أعتاب موسم سياحى استثنائي يعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية. وأشار إلى أنه مع تراجع التضخم تنخفض أسعار بعض الخدمات أو على الأقل تستقر مثل “النقل والمطاعم والمنتجعات السياحية “، مما يجعل مصر وجهة أكثر جاذبية من حيث التكلفة مقارنة بدول منافسة. أكد البكري، أن الانخفاض الملحوظ فى معدلات التضخم يشكل عاملا محوريا فى إنعاش قطاع السياحة من خلال رفع جودة الخدمات وتحفيز السياحة الداخلية فضلا عن جذب مزيد من السياح الأجانب وتمهيد الطريق لاستثمارات جديدة والتوسع فى تطوير البنية التحتية. وكان البنك المركزي المصري أعلن تراجع المعدل السنوى للتضخم الأساسى إلى 10.7% خلال أغسطس 2025 مقابل 11.6% فى يوليو الماضى.ويعد التضخم الأساسي مؤشرا مهما يعكس التغير فى أسعار السلع والخدمات باستثناء بعض البنود شديدة التقلب مثل الغذاء والطاقة مما يتيح صورة أوضح للتوجهات التضخمية على المدى المتوسط.