بيروت: هيام السيد
مهيار خضور نجم لبناني يسعى إلى التنويع في أدواره، ولا يقبل إلا بالعمل الذي تتوفر فيه شروط الجودة نصاً وإدارة وممثلين يجمعهم هاجس صناعة مشروع فني جميل..
يعتبر خضور أن المشاهد العربي يرغب بمشاهدة كل الأنواع الدرامية، وكان لنا معه حواراً في السطور التالية.
- هناك من عبّر عن عدم رضاه عن نهايات المسلسلات الرمضانية اللبنانية؟
- في النهايات، أو الحلقات الأخيرة، تصل الأحداث إلى الذروة، وتحدد مصائر الشخصيات، وهي من أصعب الحلقات على مستوى الكتابة، وغالباً ما تكون حاسمة وتحتوي على المواجهات والمصائر التراجيدية، ولكن عندما تكتب النصوص عند عرض الحلقات على الهواء، فلا بد من أن تكون هناك خاصرة لينة لا تُرضي.
- وما الذي يحول دون اكتمال النصوص عند البدء بالتصوير وهذا ما يشكو منه كل الممثلين؟
- إنها سياسة الإنتاج.. في لحظة ما تشعر أنها رهان، وكنا ننتظر الحلقة القادمة أثناء تصوير «ع أمل» ونضطر للتحدث مع الكاتبة لكي نعرف ماذا سيحدث لاحقاً لكي نعرف كيف نبني أفعالنا.
- لا شك أن الأمر مربك لكم؟
- طبعاً ولا شيء أجمل من أن يكون النص كاملا لكي نبني الفعل بشكل مناسب، ولذلك كان من الطبيعي أن تكون هناك خواصر لينة في الحلقات الأخيرة نتيجة ظروف الصناعة.
- وهل هذا يعني أنك غير راض عن النتيجة النهائية للعمل نتيجة الإرباك؟
- بل نحن راضون، ولكننا لا نستطيع أن نغمض أعيننا عن هذه الهفوات، نحن صناع دراما ونعرف ظروف صناعتها وهي كأي صناعة أخرى، ولكي تضمن الدقة والجودة فيجب أن تتوفر شروط معينة ولكن يتم التغاضي عن بعضها أحياناً ونحن ندفع الثمن، ونهاية «ع امل» كانت من أجمل النهايات بوجود مخرج ذكي ك رامي حنا، يفهم جيداً في الدراما، ويعرف ما هو المهم وما هو الأقل أهمية ونجح في قيادة هذه السفينة على الشكل الذي رآه الجمهور.
- هل توافق الرأي الذي يرى تراجعاً في الإقبال الدراما المشتركة؟
- أنا ضد تسمية دراما مشتركة وأعتبرها عملاً فنياً.. عندما يكون هناك نص جيد وإدارة جيدة وممثلون جيدون وهاجس لصناعة مشروع فني جميل لا بد وأن يكون هناك إقبال حتى لو كان المسلسل كوري، والمسألة لا علاقة لها بالموضة بل بجودة المنتج، وأحياناً تلعب جودة القضية دوراً لان الموضوع المطروح يكون له جمهور يحبه، وقد لا يكون شيقاً بالنسبة للمشاهد فلا يقبل عليه.. المسألة لا علاقة لها بالصناعة والمشاهد العربي يريد أن يشاهد ويقبل كل الأنواع.
- هل تغير الزمن وذوق الناس في اختيار الدراما التي يشاهدها؟
- هذا مؤكد.. نحن نشهد عصراً جديداً ندركه كجيل الثمانينيات، ونشعر وكأننا في الوسط لا ننتمي إلى المدرسة القديمة ولا المدرسة الحديثة.. لا شك أن الزمن تغير والأفكار تغيرت والمواضيع اختلفت، ونحن في عصر جديد والسوشيال ميديا والأعمال القصيرة وإقبال الناس على كل ما هو سريع، حيث يمكن للمتلقي مشاهدة 50 موضوعاً مختلفاً على شاشة هاتفه في لحظة واحدة، أو هو يقلب في التطبيقات المختلفة ك«تيك توك» و«انستغرام» وغيرهما، وهذا الأمر لم يكن موجوداً سابقاً ولا شك أنه يلعب دوراً في ذائقة المشاهد وعقليته ولا سيما المشاهد المعاصر الذي يريد دراما تشبه عقله.
- وهل يمكن أن يشتغل الممثل ضد قناعاته؟
- طبعاً، أو أنه يحاول أن يدور الزوايا الحادة جداً، ويشعر أنه مضطر لأن يفعل ذلك لكي يستمر أو لكي يصنع ما يريده.. أنا كنت ضد الأعمال المشتركة في بداياتي واعتذرت عن الكثير منها.
- ألم تكن مقنعة على الإطلاق؟
- أول مشروع مشترك شاركت فيه كان «الأخوة»، وعندما قرأت الورق شعرت أنني لا أنتمي إليه لأنني أريد شخصية من لحم ودم والشخصية الموجودة في المسلسل مصطنعة جداً، وكل ما كان بإمكاني أن أفعله هو ارتداء بدلة جميلة وتشذيب ذقني بينما أنا أؤمن بصناعة الفن والشخصية لكي أستمتع وأعيش تجربة الآخر، وهذا ما بدأنا بالتخلي عنه رويداً رويداً، وعندما يتوفر العمل الذي أستطيع بقدر المستطاع وبمساحات معينة أن أقدم شيئاً من خلاله فإنني أقبل به، واليوم هناك اكتساح لموجة الأعمال المعربة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.