الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

تقنية الأمل

إيمان الهاشمي

تكمن قمة الإنسانية في خرق القوانين اللاإنسانية؛ فأحياناً مِن الظُلم أن نتشبث بأملٍ غير موجود، ومن العدالة أن نتخلى عن أملٍ موجود! كأن نعيش على أمل عودة الموتى إلى الحياة قبل يوم البعث! فهكذا يكون التفاؤل متشائماً والعدالة ظالمة بسبب أمل بلا أمل، وكذلك الحال مع تسامح المظلوم للظالم، برغم استمرار العدوان الغاشم، ولهذا يجب أن نفهم تقنية الأمل وكيفية التعامل معه، فقد تحرقك الشمعة ذاتها إن أسأت استخدامها! مثلاً؛ بُترت قدما شخص في حادثٍ ما، ليكون الأمل هنا في قدرته الفعلية على تقبّل القدر وبالمثابرة في تحقيق أحلامه بما تبقى له من نعم الله، وليس عبر التمنِّي بنمو قدميه من جديد! حيث إن الكفيف الذي يرى الحقيقة، خير من البصير الذي يرى الأكاذيب، كما أن جمال الذاكرة القوية يكشف قُبح عدم القدرة على النسيان، ومع ذلك أظنني لا (أَمِلُّ) أبداً، حتى في الحالات التي لا (أَمَل) منها.

عائلةٌ عريقةٌ وثرية، تقدِّس العلاقة الأسرية، أنجبت نبعاً للعبقرية، طفلاً ذكياً نابغة، يفوق باقي الأدمغة، وبالأدلة الدامغة، فاحتل المرتبة الثانية بعد الموسيقار (موزارت) المعجزة، لتمثيل الموسيقى المتطورة والمُعزَّزة، فأصبح اسمه يرمز للفطنة المُركَّزة، الألماني (فيلكس مندلسون) قائد الأوركسترا وملحن الأوبرا، في الحقبة الرومانسية المُبكِّرة، كما اهتم كثيراً برأي أخته الكبرى (فاني)، وبالتالي شاركها ألحانه وأجمل المعاني، برابطةٍ موسيقيةٍ أخويةٍ مُقدسة، تزيل هَوْل الهموم المُكدّسة، فعاشَ حياةً كريمةً ورغدة، وتحاشى حقد النفوس الوَغدة، وأُعجب بأعمال «شكسبير»، الكاتب الانجليزي الكبير، فألَّف ( ليلة صيف) لرائعته المسرحية، كي تُعزف في الافتتاحية، كما أعدَّ الكثير من الأعمال، التي يفوق جمالها الخيال، وأهمها (مشية الزواج) أو (مارش الزفاف)، تصويراً للعفاف دون استخفاف، وكذلك كرَّس حياته لإحياء موسيقى (باخ) العاطفية، وإعادة اكتشاف ألغازها الظاهرة والخفية، وأقام العديد من الحفلات، في مختلف المناسبات، وواظب على مراسلة الأصدقاء، مهما غاب بينهم اللقاء، وكان جميل الظاهر ولطيف الباطن، ومحبوباً في جميع الأماكن، ففي نهاية عروضه تهب عاصفة من التصفيق والهتاف، مصحوبة بباقات زهورٍ تزاحم الأكتاف، ومع أن (مندلسون) لم يتحمّل فكرة رحيل والده بسهولة، إلاّ أنه أكمل مشواره الفني بصبرٍ ورجولة، ولكن خبر وفاة شقيقته جاءه كالضربة القاضية، تصعق أرض الذكريات الماضية، فرحل بعدها بسكتةٍ في عمر ال38، احتجاجاً على قلبه الحزين.

الاسم: فيلكس مندلسون

التاريخ:

1809 – 1847 38 سنة

الجنسية: ألماني

النشاط:موسيقي

من أعماله:

Wedding March

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.