إعداد: محمد عزالدين
كشف أطباء صحة عقلية أمريكان، متخصصون في مساعدة ضحايا الإساءة، عن «العلامات الحمراء» للنرجسيين، التي قد يتجاهلها البعض، والتي تظهر أن شخصاً ما يحاول التلاعب بالآخر عاطفياً، مما يضمن له دوام الارتباط والاستمرار في العلاقة التي تربطهما معاً، ويمكن أن تشمل هذه العلامات إرسال رسائل مبتورة، ومثيرة للقلق، مع توقع استجابة فورية عليها، في الوقت الذي لا يستجيب فيه النرجسيون على الفور، بنفس القدر الذي يرغبون به، وفقاً لموقع صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

قالت د. كيري ماكافوي، وهي طبيبة بعيادة أمراض للصحة النفسية في مدينة أوستن بولاية تكساس: «أحاول من خلال تجربتي الخاصة في الزواج من نرجسي، مساعدة ضحايا الإساءة، على استعادة ثقتهم في أنفسهم، والسيطرة على حياتهم، فالنرجسية هي نوع من الصفات الشخصية، تشمل التفكير بشكل كبير في الذات، والحاجة إلى الإعجاب، والاعتقاد بأن الآخرين أقل شأناً، وعدم التعاطف مع الآخرين، ويكون شركاؤهم، أكثر عرضة للإصابة بمشكلات في الصحة العقلية نتيجة لهذه العلاقة المسمومة، وفيما يلي 3 علامات وتصرفات للنرجسيين مع معارفهم».

1. توقع الرد على الرسائل فوراً:

يتوقع النرجسي عند إرساله لرسالة، أن يترك مستلمها كل شيء، ويرد عليها، بغض النظر عما يقوم به، وما هو الوقت، أو مكان وجوده، وإذا لم يفعل ذلك، فإنهم يرغبون في معرفة ما إذا كان ذلك الشخص، مشغولاً جداً لدرجة أنه لا يستطيع الرد عليهم، إذ يلازم النرجسي إحساساً بأهمية الذات، ويطالب بمعاملة خاصة من الآخرين، لإظهار أنه شخصية مميزة، ولا يحب أصحاب هذه الشخصية ويكرهون أن يتم تجاهلهم، وفي حال عدم تلقيهم لرد سريع، فإنهم يسعون جاهدين للسيطرة على الطرف الآخر، من خلال إشعاره بالذنب، أو الندم، ومن الأمثلة على ذلك النوع من الرسائل، هو «أحتاج أن أتحدث إليك فوراً»،«رد الآن»، «وماذا تفعل، لماذا لا تجيب على رسائلي».

2. إرسال رسائل عاطفية جماعية:

يبحث النرجسيون عن رسائل عاطفية، ثم نسخها وإرسالها إلى مجموعة كاملة من الأشخاص، بما في ذلك الأصدقاء القدامى، والشركاء الجدد المحتملون، وذلك للتعبير عن حبهم واهتمامهم على نطاق واسع، حتى يتمكنوا من الحصول على نفس النوع من الاستجابة في المقابل، ويحتاج الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب، إلى الحب المستمر، والإعجاب، والاهتمام ليشعروا بأهميتهم، وهذا هو السبب في أنهم يرسلون رسائل عاطفية إلى الأشخاص الذين يعرفون سلفاً أنهم سيجيبون عليهم.

3. الارتباط المفرط بالهاتف:

يرتبط النرجسيون بهواتفهم بطريقة كما لو أنهم ولدوا معها، ويرجع ذلك إلى حاجتهم إلى الشعور بالأهمية، من خلال الوصول الفوري إلى الرسائل النصية العاطفية التي يرسلها آخرون، أو الإعجابات، والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كشفت دراسة أجريت عام 2023، أن الأشخاص الذين لديهم ميول، أو سمات نرجسية، يكونوا أكثر ارتباطاً بهواتفهم، ويستخدمونها على وجه التحديد لتصفح تطبيقات الوسائط الاجتماعية.

4. لا يستجيبون للرسائل على الفور:

عند إرسال رسالة نصية إلى شخص نرجسي، فهو لا يتعامل معها بنفس القدر من الأولوية الذي يفضله، وقد يستغرق الأمر منه دقائق، أو ساعات، أو أيام قبل أن يكلف نفسه عناء الرد، وقد يكون المنطق وراء ذلك، هو أنهم بحاجة إلى الحفاظ على السيطرة، والهيمنة، على أي موقف، ومن خلال جعل صديقهم، أو شريكهم ينتظر الرد، يمكنهم تجنب الشعور بالضعف تجاهه.

5. إرسال رسائل نصية مقلقة:

يرسل النرجسيون عادة رسائل قصيرة دون أي متابعة، ويتركون متلقيها يعاني القلق، وعدم الاتزان، أو الشعور بالارتباك بشأن حالة العلاقة، وقد يرسلون رسالة نصية تقول، «الأمس كان ممتعاً على الرغم من أنني أشعر بصداع شديد الآن، وشكراً»، ثم يتركونه يتساءل عما فعله ليسبب له صداع، أو اضطراب، وأمثلة أخرى على ذلك، هي أن يطلبوا مقابلة شخص ما بعطلة نهاية الأسبوع، وبعد أن يحصلون على الموافقة، يتوقفون عن المراسلة.

6. إرسال نفس الصورة باستمرار:

يمكن أن تأتي الرسائل العاطفية بأي شكل أو صيغة، سواء كانت صورة من رحلة، أو مقطع فيديو يجمع النرجسي بشخص ما وهما يضحكان، أو أغنية معروفة لهما، فإن أصحاب هذه الشخصية المريضة، يرغبون من خلالها في السيطرة على عقول من يراسلونهم، والاستحواذ عليها، مع تأكدهم التام، بأن الطرف الآخر لن يتركهم، وهذه طريقة لتذكيره بمدى تميزه، وفي محاولة منه للمحافظة على العلاقة واستمراريتها.