منوعات / صحيفة الخليج

متحف الري.. حكايات من تاريخ الزراعة


القاهرة: «الخليج»
يطل متحف الري على نيل القاهرة في مشهد رائع، إذ يبدو بعمارته الفريدة مثل لوحة فنية تزين حدائق القناطر الخيرية بامتدادها الرهيف في ريف محافظة القليوبية، ويقدم للزائر نزهة مجانية عبر التاريخ، بما يضمه من مقتنيات ولوحات وخرائط ومجسمات، تروي تاريخ الزراعة والري في على مر العصور.
يرجع تاريخ إنشاء المتحف إلى نهايات القرن الثامن عشر، حيث تم إنشاؤه بالتزامن مع إنشاء قناطر مصر الخيرية، في عصر محمد على باشا، وقد بني المتحف في بادئ الأمر، ليكون مقراً لسكن المهندسين المشرفين على بناء القناطر، قبل أن يتحول لاحقاً إلى متحف فريد من نوعه، إذ يعد أحد أقدم المتاحف المتخصصة، على ما يضمه من مقتنيات ونماذج متنوعة، تروي قصة أنظمة الري في مصر، بدءاً من العصور الفرعونية وانتهاء بالعصر الحديث.
يقدم المتحف للزائر سياحة ثقافية شديدة الرقي، عبر استعراض نماذج وأدوات الزراعة التي استخدمها المصري القديم، بدءاً من الشادوف والطنبور والساقية، وصولاً إلى طلمبات رفع المياه الحديثة، والوحدات العائمة، وغيرها من طرق الزراعة الحديثة، مثل الرش بالتنقيط، وغيرها من أدوات الري، التي تحكي تاريخ مدرسة الري المصرية عبر العصور، وما أبدعه المصري القديم من أدوات للسيطرة على مياه النيل، وترويض النهر.


يتكون المتحف من بناء صغير من طابق واحد، لكنه يشمل أربع واجهات، من بينها واجهتان متماثلتان، وقد استخدم الحجر في بنائه، لكن على نحو لا يخلو من زخارف مبهجة، فيما غطي سقف المبني من الخارج بالقرميد الأحمر، على هيئة سقف جمالوني، يظهر مساحة المبني المستطيلة التي تتخللها أربع دخلات، يمكن للزائر العبور من خلالها عن طريق درج يؤدى إلى كتلة المدخل الرئيسية بالواجهة الغربية، وهي تتميز بشكلها المستطيل الذي ينتهي بقمة حجرية هرمية الشكل، والمبنى من الداخل عبارة عن صالة كبيرة، موزع على يمينها ويسارها مساحة شبه مربعة، تضم العديد من النماذج التي تروي تاريخ أنظمة الري المختلفة في مصر، على مر العصور، إلى جانب نماذج خشبية للقناطر والسدود، فضلاً عن قسم خاص يروي طرق الري القديمة في مصر.
ويضم المتحف بين مقتنياته مجموعة من الخرائط النادرة، من بينها أول خريطة للنيل، وهي الخريطة التي ترجع إلى بطليموس الأول، الذي أسس لحكم البطالمة، بعد موت الإسكندر المقدوني في عام 323 قبل الميلاد، وهي الخريطة نفسها التي نشرها هيرودوت في كتابه الشهير عن مصر، كما يضم المتحف وثيقة نادرة لأول شهادة تخرج صدرت عن مدرسة المهندس خانة القديمة، لشخص يدعى محمد أفندي السيد، وهو حسب ما يبدو من الشهادة، يعد أول مصري يحصل على تلك الدرجة العلمية في عام 1913.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا