هدى النقبي
تُعتبر شجرة دم التنين من أندر الأشجار وأغربها في العالم، حيث تُعد رمزاً للنباتات الأصلية في جزر الكناري وماديرا والرأس الأخضر ويعد موطنها الأساسي هو جزيرة سقطرى اليمنية. تتميز هذه الشجرة بشكلها الفريد الذي يشبه المظلة وبجذعها السميك وأوراقها الطويلة المدببة التي تضفي عليها مظهراً مميزاً، حيث يصل قطر جذعها إلى 6 أمتار وتتميز بأغصانها الكثيفة التي تنمو بشكل متفرع يشبه الدماغ وتنتج أزهاراً خضراء تتحول لاحقاً إلى ثمار قرمزية لحمية .
وتعود تسميتها بشجرة دم التنين إلى المادة الراتنجية الحمراء التي تفرزها جذورها وجذوعها عند قطعها، حيث ارتبطت قديماً بالأساطير التي تقول إنها تُشبه دماء التنين.
تنمو شجرة دم التنين ببطء شديد وقد تحتاج إلى عشر سنوات لتصل إلى ارتفاع أربعة أقدام، ويُحدد عمرها من خلال عدد التفرعات التي تصل إلى المظلة نظراً لأنها من النباتات أحادية الفلقة التي لا تحتوي على حلقات نمو سنوية، كما هو الحال في الأشجار الأخرى.
وتُعد الشجرة الموجودة في تنريفي بجزر الكناري من أقدم العينات المعروفة ويُقدر عمرها بحوالي 365 عاماً. تتمتع هذه الشجرة بقيمة طبية وصناعية كبيرة، حيث تُستخرج من لحائها مادة راتنجية تُعرف باسم دراجون.
وتُستخدم في العديد من المجالات العلاجية مثل التئام الجروح وعلاج الحروق والتقرحات الجلدية وتقوية الجهاز الهضمي، كما تُستخدم لوقف النزيف الداخلي وتدخل في صناعة بعض الأدوية ومعاجين الأسنان والمراهم الطبية بفضل خصائصها القابضة والمطهرة، إضافة إلى دورها في الصناعة من خلال استخدامها في أصباغ الرخام وحبر الطباعة وصناعة الورنيش. في اليمن تُستخدم المادة الراتنجية لتزيين جدران المنازل والأواني الفخارية وتُعتبر من العناصر الأساسية في الصناعات التقليدية.
على الرغم من قيمتها الجمالية والطبية الكبيرة إلا أن هذه الشجرة تواجه خطر الانقراض بسبب الرعي الجائر من قبل الماعز والذي أدى إلى تناقص أعدادها بنسبة 20% خصوصاً في اليمن، ما جعل العلماء يبذلون جهوداً حثيثة للحفاظ على هذا النوع النباتي الفريد الذي يعكس جزءاً من التنوع البيئي في العالم، ولذلك يُعد الاهتمام بحمايتها ونشر الوعي بأهميتها خطوة أساسية لضمان استمرار وجودها للأجيال القادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.