الرباط - رويترز
تنحاز المخرجة المغربية مريم عدو، لقضايا المرأة وتطرحها بجرأة على شاشة السينما، آمِلة في المساهمة في تحسين وضع النساء في مجتمعها. ويأتي أحدث أفلامها الوثائقي «شجرة الرنج» ليتناول قضية حساسة هي الإجهاض، ويعرض محنة امرأة في مواجهة تحديات اجتماعية وقانونية.
قصة الفيلم
ينتمي فيلم «شجرة الرنج» إلى فئة الأفلام الوثائقية، يروي معاناة فتاة في البحث عن طبيب يجري عملية إجهاض، والصعوبات الاقتصادية التي جعلتها تلجأ إلى ممرضة تنفذ الإجهاض في ظروف غير آمنة. وفي أثناء محاولتها التخلص من الجنين، تصادف شجرة رنج، التي تضاعف من معاناتها النفسية، على الرغم من مرارة الثمرة وعدم صلاحيتها للأكل.
الرسائل الاجتماعية في الفيلم
على الرغم من أن الفيلم لا يتجاوز عشرين دقيقة، فإنه ينقل رسائل قوية مملوءة بالمعاني والدلالات التي تلامس العديد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وتُظهر المخرجة مشاهد مستوحاة من أعمال الفنانين مارك شاجال وبولا ريكون، ما يضفي ديناميكية على الأحداث ويسهم في التعبير عن بعض المواضيع الصعبة من دون إظهار هوية الشخصيات الحقيقية.
دعم الجمعيات النسائية
يعرض فيلم «شجرة الرنج» في دور السينما بمدينة الرباط، ويحظى بدعم جمعيات نسائية تدافع عن حقوق المرأة. وقد تم إنتاج الفيلم في إطار سجال قائم حول تشريع الإجهاض في المغرب، حيث يعد موضوع الإجهاض محط جدل سياسي واجتماعي.
قضية اجتماعية شائكة
تدور أحداث الفيلم في إطار القضايا الاجتماعية التي تثيرها قضية الإجهاض في المغرب. ويشير حقوقيون وأطباء مغاربة إلى أن هناك مئات الحالات من «الإجهاض السري» يومياً، وهو ما يعرض حياة النساء للخطر. ويشدد المدافعون عن حقوق المرأة على ضرورة تقنين الإجهاض في المغرب وإلغاء المتابعة القانونية بشأنه، في وقت ينتظر فيه المغرب إقرار قوانين جديدة بشأن الأسرة.
القضايا الحقوقية
قالت مريم عدو إن الجمعيات النسائية هي من طلبت منها إخراج فيلم عن الإجهاض، مع ترك الحرية لها في تنفيذ المشروع برؤيتها الفنية الخاصة. وأوضحت المخرجة أن فكرة الفيلم كانت في البداية تتناول شهادات لنساء مررن بتجربة الإجهاض، لكنها واجهت صعوبة في العثور على نساء مستعدات للحديث عن تجربتهن بسبب الوصمة الاجتماعية والخوف من البوح بمثل هذه المواضيع.