منوعات / صحيفة الخليج

عائشة ديماس: متاحف الشارقة مدارس مفتوحة للجميع

* المقتنيات جزء من التاريخ والتقاليد القديمة
* نتبع أفضل وسائل التواصل والمرونة في التعامل
حوار: مها عادل
تحتضن هيئة الشارقة للمتاحف أماكن نابضة بالحياة والأصالة والعراقة من خلال رعايتها عدداً كبيراً من المتاحف وصل إلى 16 موقعاً في الإمارة، وتضم أنواع الفنون والثقافة الإسلامية، وعلم الآثار والتراث، والعلوم والأحياء المائية، وتاريخ الشارقة والإمارات، ضمن الهيئة التي تأسست عام 2006.
في الحوار التالي نتعرف أكثر إلى رؤية وأفكار عائشة راشد ديماس، مدير عام الهيئة، التي تولت إدارتها منذ ما يزيد على عام ونصف العام.
تقول عائشة ديماس: «أشعر بالمسؤولية، والفخر والامتنان، لأن الفرص التي توفرت لنا كموظفين في حكومة الشارقة لا تتوفر للموظفين في أي مكان في العالم على مستوى النساء والشباب، حيث يتاح لنا فرصة تولي المسؤولية في سن مبكرة، وأنا لا أتحدث عن تولي المناصب القيادية فقط، بل أقصد جميع الدرجات الوظيفية، فنحن نسعد بكون صوت الموظف مسموعاً، ودوره مؤثراً، ما يؤدي إلى شعوره بالمسؤولية أياً كان موقعه، ويزيد إحساسه بالانتماء وقدرته على العطاء والبناء».


مرونة بضوابط
عن أهم ما يميز سير العمل في متاحف الشارقة تقول: «المرونة، نلاحظ عندما نتعامل مع مؤسسات ثقافية حول العالم أنه يمكن أن نواجه عدم المرونة في اتخاذ القرارات، أو ما يسمى البيروقراطية، بينما نحرص في الهيئة على اتباع أفضل وسائل التواصل والمرونة في التعامل وفق ضوابط بالطبع».
وتتابع: «المرونة بطريقة صحيحة ومدروسة تجعل الشباب يقبل على العمل، ويعطي المزيد من وقته وجهده، وهذا ما أشعر به، واستفدت منه منذ أول يوم التحقت فيه بالعمل بعد تخرجي في الجامعة الأمريكية بالشارقة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس تخصص الدراسات الدولية، ثم الماجستير في تخصص إدارة الأعمال، والتحقت بالعمل في الهيئة منذ نحو 17 عاماً، وأعتز بكل يوم في مشواري فيها».


مدارس مفتوحة
أما عن رؤيتها للمستقبل، وتحفيز جميع الأعمار لزيارة المتاحف تقول: «نحن نتبع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي علمنا أن المتاحف مدارس مفتوحة لأبنائنا وللأجيال القادمة، وكان هذا هو توجهه عند افتتاح المتاحف منذ البداية، فمن خلالها نحفظ تاريخنا ومقتنياتنا الثمينة التي تحمل تراثنا وهويتنا للأجيال القادمة، كما نواكب التوجه العالمي الذي يعتبرها أماكن للتواصل والتعلم والتفاعل بين أفراد المجتمع والأجيال، لهذا نحرص على توفير معلومات ومقتنيات تخاطب اهتمامات الجميع، وأصبحنا نشاهد هذا التواصل يتحقق أمام أعيننا حينما نرى أجيالاً من نفس الأسرة في زيارة المتحف».


المتعة والتفاعل 
تشير عائشة ديماس إلى أن «القطع المتحفية تمثل جزءاً من التاريخ والعادات والتقاليد القديمة، فقد نجد الجيل الأكبر سناً يسترجع ذكرياته معها ويشاركها مع الجيل الأصغر، ويكون ذلك محوراً للتواصل بينهما، إلى جانب حرصنا أن تكون زيارة المتحف تحمل الكثير من المتعة والتفاعل عبر وسائل العرض الإلكترونية والتقنيات التفاعلية التي ترضي شغف الأجيال الجديدة، وتساعد على إثراء التجربة للجميع».
وأكدت ضرورة الاهتمام بتوفير وسائل تسهيل الوصول للمتاحف لذوي الإعاقة وكبار السن وجميع فئات المجتمع، «فهي منصات حيوية للحوار الثقافي وأماكن للتواصل والمشاركة والمعرفة».


تبادل ثقافي
عن مبادرات التبادل الثقافي من خلال الهيئة تقول عائشة ديماس: «الفكرة بدأت منذ عقد، من خلال التعاون بين متاحف برلين الوطنية وهيئة متاحف الشارقة في تبادل المعارف عموماً، وتصميم وعرض متحفي مشترك، ومن خلال هذه العلاقة، والتفاعل ظهرت فكرة تبني برنامج للتبادل الثقافي الحقيقي، حيث إن هناك أشكالاً غير حقيقية من التبادل الثقافي تتبعها بعض المنظمات، ففي كثير من الأحيان تقدم المؤسسات الأوروبية التعاون في صورة حوار في اتجاه واحد، بمعنى أن يتم تصدير الثقافة، وليس تبادلها، حيث يقدمون خبراتهم الخاصة، ويقومون بتدريسها أو تعليمها للمؤسسات في البلاد الأخرى».
واستدركت: «لكن هذا لا ينطبق على خطتنا وأهدافنا، وهكذا انبثقت فكرة برنامج «سوا»، حيث يتم التفاعل في الاتجاهين، فنحن نحرص دائماً على استقبال الخبرات من المؤسسات الأوروبية، مع الحرص على تبادل ونقل خبرات العديد من المؤسسات في العالم العربي التي تتمتع بخبرة وممارسات متحفية قائمة وعلى مستوى عالمي، وأكثر فهماً وقرباً من المحلية الإماراتية، ففي الهيئة نمتلك خبرات متراكمة منذ التسعينيات على مستوى عالمي، وقررنا الاستفادة منها جميعاً وتوظيفها، واتخذنا من البرنامج وسيلة لتبادل الأفكار والثقافات والخبرات».
ملامح البرنامج
في ختام حديثها، تحدثت عائشة ديماس عن أهم ملامح برنامج «سوا» الذي احتفلت الهيئة مؤخراً بنجاحه، ومرور عشر سنوات على إطلاقه: «خلال السنوات العشرة الماضية كان لدينا مشاركون من الشباب من أنحاء العالم العربي، من والأردن والإمارات والسودان والبحرين وغيرها نختار دائماً المشاركين من الشباب الذين لا تزيد خبرتهم على خمس سنوات».
وأضافت: «يتكون البرنامج من 4 مساقات دراسية، يتم تصميمها من خلال خبير عربي وآخر أجنبي من العاملين في الهيئة والمؤسسات الشركاء ومتاحف برلين الوطنية، وهكذا يتم إعداد المحتوى بشكل متبادل، ويتم تنفيذ البرنامج وتوصيله للمشاركين الذين يتكونون من 8 ألمان و8 عرب، بحيث يكون العدد متساوياً من الجانبين».
وأشارت إلى أن «مدة البرنامج 10 شهور، في نهايتها يكون هناك تبادل ثقافي وتفاعل كامل من الجانبين، فنحن لا نقدم محاضرات صماء للمشاركين، وإنما نقدم نقاشات وورش عمل وتفاعلاً، وكل جلسة يكون فيها نقاش وأنشطة تفاعلية داخل قاعات المتحف نفسه، وكل مشارك يأتي من خلفية مختلفة، وبذلك يحمل معه ممارسات متنوعة، وعادة ما يتم تواصل وتعارف معرفي وإنساني حقيقي ومثمر لكل الأطراف».
وأضافت: «تشمل المساقات، مفهوم المتحف وجمع المقتنيات والسرد المتحفي والاتصال المتحفي ما يشمل التعليم والتواصل والاندماج، ويتم تدعيم البرنامج بالمزيد من الأفكار والخبرات والشركاء في المستقبل، هناك شريك جديد هو جامعة الدراسات العالمية بالشارقة، التي تضم معهد الدراسات الإفريقية الذي اتفقنا على شراكة معهم، فرؤيتهم تتماشى مع رؤيتنا في العمل المتحفي».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا