الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

كهف الجارة.. تاريخ ما قبل التاريخ فى صحراء

القاهرة: «الخليج»

يطل كهف الجارة العجيب على واحة الفرافرة في الصحراء الغربية بمصر، مثل بوابة سحرية تنقل الزائر عبر الزمان، إلى عصور ما قبل التاريخ، في رحلة لا تخلو من مغامرة وإثارة، إذ يصنف الكهف الذي يصل عمره إلى ملايين السنين، باعتباره واحداً من أقدم الكهوف التي عرفها الإنسان على امتداد التاريخ، واستخدمها لأغراض متعددة.
الكهف على بعد نحو 200 كيلو متر من واحة الفرافرة، على الطريق الذي يربط الواحة بمدينة ديروط في صعيد ، ورغم مظهره البسيط إذ يبدو للناظر مجرد فتحة صغيرة في باطن الأرض، إلا أن تلك الفتحة بمنزلة بوابة تنقل الزائر في رحلة مثيرة عبر الزمان، إذ يضم الكهف العديد من الرسومات التي نقشها إنسان ما قبل التاريخ، والتي تجسد شكل الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة بذلك الزمان، ما يعزز من أقوال كثير من المؤرخين الذين يذهبون إلى أنه كان بمنزلة استراحة يأوي إليها الرحالة الذين كانوا يقطعون تلك الفيافي البعيدة، أثناء رحلات التجارة في الزمان القديم.
يقع كهف الجارة في هضبة من الحجر الجيري، يبلغ ارتفاع مدخله نحو متر واحد، يفضي إلى داخله قبل أن يتفرع إلى فرعين، أحدهما جهة اليمين، ويأخذ شكلاً دائرياً، يبلغ عمقه نحو 7 أمتار، وقطره نحو 4 أمتار، فيما يتميز الفرع الأيسر للكهف بحجمه الأصغر، المملوء بالهوابط.
يرجع تاريخ اكتشاف الكهف إلى نهايات العام 1873 ميلادي، على يد المكتشف الألماني جيرهارد رولفز، أثناء رحلة مثيرة قطع خلالها الصحراء، وصولاً إلى ، وسجل تفاصيل الرحلة في كتاب حمل عنوان «ثلاثة أشهر في الصحراء»، وإن ظل الفضل في اكتشاف الكهف يرجع إلى الدليل الذي استعان به جيرهارد من السكان المحليين، عندما دله على مكان الكهف للترويح عنه من عناء رحلته الشاقة في الصحراء، ونيل من الراحة، وعثر جيرهارد أثناء دخوله إلى الكهف على أكثر من 188 جدارية صخرية، تنوعت عناصرها بين صور لحيوانات وطيور برية، مثل الغزلان والنعام وغيرها.
يؤشر كهف الجارة حسبما يرى كثير من الجيولوجيين إلى المياه الوفيرة التي كانت موجودة خلال تلك الفترة من الزمان في الصحراء الغربية لمصر، ويقول هؤلاء: إن الكهف تشكل بالأساس لتوافر الماء بكثرة، ومناخ الصحراء الجاف، لذلك فهو يخالف في طبيعته كل الكهوف التي اكتشفت في دول العالم، سواء عبر تكويناته الفريدة، وشكل رسوبياته الهابطة والصاعدة، والتي تبدو أقرب ما تكون إلى شلالات مياه متجمدة، تشكلت نتيجة لملايين الأمتار من المياه الأرضية، التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين، لتشكل هذا الكهف الأرضي.
ويرجع كثير من المؤرخين، تاريخ الرسوم المنقوشة داخل الكهف، إلى عصر الهولوسين الرطب، على نحو يرجح أن تكون تلك المنطقة شهدت سكن العديد من الصيادين والمزارعين، ما يعني أن تلك الصحراء القاحلة، كانت في فترة من الزمان، تنبض بالحياة والرخاء.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا