متابعات «الخليج»
لماذا نحلم؟، وممَ يتكون الحلم؟، وما علاقة نوعية الأحلام بحالتنا النفسية والصحية؟، تساؤلات طالما بحث العلماء لها عن إجابة، بينما كشف فريق علمي عن بعض أسرار عالم الأحلام الغامض.
اكتشف الباحثون روابط بين أسباب الأحلام وكيفية تكونها، وعلاقة نوعية تلك الأحلام بالحالة الصحية والنفسية للإنسان.
ويقول أنطونيو زادرا، الباحث في مجال النوم والأحلام في جامعة مونتريال:«إنها تجربة غريبة ومدهشة أن نجد أنفسنا في هذه العوالم الافتراضية حيث نلتقي الناس، ونتفاعل معهم، حيث يمكننا أن نشعر بجميع أنواع المشاعر».
العقل المتجول
ترتبط أنماط معينة من النشاط الكهربائي في الدماغ بوجود أو غياب الأحلام، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي مؤشر حيوي محدد يربط ذلك بنوعية وشكل كل حلم.
ويقول زادرا: «ترتبط العديد من النماذج الأكثر حداثة لسبب أحلامنا بالأحلام كشكل مكثف من تجوال العقل».
لكن لماذا نحلم، لا يزال نقطة خلاف في هذا المجال، حسبما يضيف الباحث في مجال النوم والأحلام.
وسيلة محاكاة
هناك فرضية قديمة مفادها أن الحلم يعمل كوسيلة لمحاكاة التهديدات المحتملة، وإعدادنا للخطر الذي قد يأتي في طريقنا.
لكن زادرا يرد على ذلك قائلاً: «العديد من الأحلام لا تحمل تهديدات جسدية أو نفسية». ويعتقد أننا نحلم لفهم تجاربنا اليقظة في سياق ماضينا، ويقول:«عندما تستيقظ، يتم دمج الأشياء في فهمك لنفسك، والعالم، ومكانك فيه، بطرق غريبة وغير ذات صلة».
ويشير زادرا إلى أن الأحلام تساعد البشر على «التنبؤ، أو بالأحرى، التكيف مع ما ينتظرنا».
المعالجة العاطفية
هناك تفسير آخر وهو أن الأحلام تساعدنا في معالجة وتنظيم عواطفنا.
وتقول سارة ميدنيك، عالمة الإدراك في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، إنها تنظر إلى الأحلام باعتبارها «مساحة آمنة حيث يمكننا إثارة تجارب مشحونة عاطفياً».
وتؤكد ميدنيك أنه بالنسبة للأشخاص الذين مروا بحدث عاطفي سلبي، فإن الحلم بذلك الحديث يمكن أن يساعد في تهدئة المشاعر المرتبطة به.
وتقول: «إذا حلمت بحدث ما، فستحتفظ بذاكرة مفصلة لهذا الحدث، ولكنك ستشعر أيضاً، بمرور الوقت، بقدر أقل من الإثارة العاطفية عندما تفكر في هذا الحدث».
وترى ميدنيك أن الأحلام أيضاً نوع من «العلاج الليلي»، مستشهدةً بدراسة للنوم وجدت أن الأشخاص المطلقين الذين حلموا بأزواجهم السابقين لديهم أعراض اكتئاب أقل.
وتقول: إن الحلم يمكن أن يكون له «تداعيات طويلة المدى على إقامة علاقة صحية مع ماضيك العاطفي».
رؤى من الحلم
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الشخص الذي يستيقظ لفترة قصيرة عدة مرات طوال الليل قد يتذكر المزيد من أحلامه.
ويقول زادرا: إن الاهتمام بالحلم يمكن أن يؤثر أيضاً في ما إذا كنت تتذكره.
رفاهية الشخص
ويمكن للأحلام أن تقدم نظرة ثاقبة لرفاهية الشخص، وعن ذلك يقول زادرا: إن الأشخاص الأكثر توتراً أو قلقاً «لديهم أحلام سلبية أكثر ومحتوى أحلام أكثر سلبية، ولديهم تفاعلات أكثر عدوانية في الأحلام من التفاعلات الودية».
ولكن مع تحسن رفاهية الشخص، تحدث تغييرات مقابلة في محتوى أحلامه، حسبما يشير الباحث في مجال النوم والأحلام.
الكوابيس والصدمات
يقول زادرا: إذا كان شخص مصاب باضطراب ما بعد الصدمة يعاني الكوابيس.
ويرى أن الكوابيس مؤشر على تعرض الإنسان لاضطرابات لا يمكنه التكييف معها، لكنها قد تكون فرصة لـ «تلقي المساعدة النفسية والعلاج»، قبل أن تتفاقم الأمور.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.