أبوظبي: ميرة الراشدي

إبداع ونجاح أبناء وبنات الإمارات لا يتوقف، وعلامة راسخة في مختلف المجالات، بفضل دعم القيادة الرشيدة التي تؤمن بقدراتهم وتوفر لهم كل ما من شأنه تميزهم، ومن بين هذه النماذج الملهمة، صفاء المهري، الشابة الإماراتية التي كسرت الصور النمطية بشغفها بعالم القيادة، محولةً التحديات إلى إنجازات لتثبت أن الإماراتية قادرة على اقتحام أصعب المجالات وتحقيق التميز فيها.
صفاء المهري، رائدة أعمال إماراتية، حققت إنجازاً تاريخياً كأول امرأة في الإمارات تحصل على تراخيص سواقه في جميع فئات القيادة السبع: الدراجة النارية، المركبة الخفيفة، المركبة الثقيلة، الحافلة الخفيفة، الحافلة الثقيلة، الجرار الخفيف، والجرار الثقيل، إلى جانب تفوقها في مجال القيادة، تدير صفاء مشروعاً ناجحاً متخصصاً في تقديم المأكولات الإماراتية التقليدية.
«الخليج» التقت صفاء المهري، التي تجاوزت حدود الهواية إلى التحدي والاحتراف، مثبتةً أن الإماراتية قادرة على اقتحام مجالات غير تقليدية.
عن تجربتها تقول: «رحلتي مع القيادة بدأت كهواية، لكنها سرعان ما تحولت إلى شغف وتحدٍّ جعلني أخوض تجارب غير مألوفة، مثل قيادة المركبات الثقيلة والمعدات التي طالما اعتُبرت حكراً على الرجال».
وتضيف: بدايتي مع قيادة السيارات كانت مجرد هواية، تحولت سريعاً إلى شغف كبير وتحدٍّ شخصي، لم أكتفِ بقيادة المركبات الخفيفة، بل قررت أن أضع نفسي أمام تحدٍّ أكبر وهو قيادة المركبات الثقيلة التي لطالما كانت محصورة بالرجال، بالنسبة لي، كان هذا التحدي خطوة لإثبات أن المرأة قادرة على اقتحام أي مجال إذا كانت تمتلك العزيمة والإصرار.
تحديات المعدات الثقيلة
توضح صفاء المهري أن من أهم التحديات التي خاضتها قيادة المعدات الثقيلة، كونها تتطلب مهارة عالية في التحكم، فهي ليست فقط ثقيلة الوزن ولكنها أيضاً تحتاج إلى وعي كامل بالبيئة المحيطة ودقة في التعامل مع تفاصيلها، وتقول: شعرت بالفخر عندما تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز، خاصة أنه نادراً ما نشاهد النساء يخضن هذا المجال.
وتضيف: هناك نوعان من المركبات كانا الأصعب بالنسبة لي، الدراجة النارية حيث كانت تشكل تحدياً كبيراً بسبب حاجتها إلى توازن وتركيز عالٍ، فهي مركبة غير محمية تتطلب تحكماً كبيراً في الحركة والسرعة، أما الباص، فكان تحدياً آخر مختلفاً تماماً، ارتفاعه ومساحته الطويلة وحجمه الكبير جعله من المركبات التي تحتاج إلى دقة وتأنٍ أثناء القيادة، حتى المرايا الكبيرة للباص كانت تشكل تحدياً إضافياً في الرؤية والسيطرة.
خطط مستقبلية
تقول صفاء المهري عن خططها المستقبلية: كوني مدربة قيادة، أعمل على دعم النساء ومساعدتهن على تخطي مخاوفهن من القيادة، خاصة اللاتي يعانين من فوبيا القيادة، أحرص على تعزيز ثقتهن بأنفسهن وتعليمهن كيفية التعامل مع المركبات، لأنني أؤمن أن المرأة قادرة على تجاوز أي عائق في الإمارات، ونحن محظوظون بوجود بنية تحتية متطورة وقوانين سير ومرور مدروسة تساعدنا على القيادة بأمان وتقليل الحوادث، وهذه عوامل مشجعة للغاية لتطوير مهارات القيادة لدى النساء.
تضيف صفاء المهري: رسالتي لكل شابة إماراتية تطمح لتحقيق إنجازات مماثلة أن تؤمن بقدراتها وتكتشف مواهبها لأننا في الإمارات، المرأة دائماً مدعومة من قيادتنا الرشيدة، ومن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات».