إعداد: محمد عزالدين
أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة غرب جورجيا الأمريكية، أن ألم الصداع العنقودي يعد من أشد أنواع الألم، متفوقاً على العديد من الحالات المؤلمة الأخرى مثل آلام المخاض، الجروح الناتجة عن الطلقات النارية، وكسور العظام، وحتى أكثر إيلاماً من النوبات القلبية، التهاب البنكرياس، والتهابات الكلى.
وأجرت الدراسة تحليلاً شمل 1604 مرضى بالصداع العنقودي، طلب منهم تقييم شدة الألم الذي يعانونه على مقياس من 0 إلى 10 مقارنةً مع مجموعة من الحالات المؤلمة الأخرى ( لا ألم، 2-3: ألم خفيف، 4-5: ألم معتدل، 6-7: ألم شديد، 8-9: ألم شديد جداً، 10: أسوأ ألم ممكن).
وأظهرت النتائج أن الصداع العنقودي سجل أعلى تقييم للألم بنسبة 9.7، متفوقاً على حالات مؤلمة مثل التهاب البنكرياس (الذي سجل 9)، وحصى الكلى وحصى المرارة.
بينما سجل الألم الناتج عن الولادة 7.2 على مقياس التقييم، والإصابات الناتجة عن الطلقات النارية 6، علماً بأن الألم الناجم عن الإصابة بالطلقات النارية يختلف بشكل كبير حسب موقع الطلقة؛ إذ تعد المعدة والظهر والفخذ والرقبة، أكثر إيلاماً بشكل خاص بسبب تركز الأعصاب.
أما الانزلاق الغضروفي، الذي يحدث عندما تنتفخ الأنسجة الرخوة بين عظام العمود الفقري وتضغط على الأعصاب، كان أقل ألماً من الإصابة بطلق ناري بتقييم 5.9، وجاء الصداع النصفي بتقييم 5.4، يليه الألم العضلي الليفي بتقييم 5.2، وهي حالة يعتقد أنها مرتبطة باختلالات في الجهاز العصبي.
وسجلت النوبات القلبية تقييم 5، أي أقل بقليل من كسر العظام الذي جاء بتقييم 5.2، ونفس الدرجة التي حصل عليها عرق النسا، وهي حالة مرضية يحدث فيها ضغط مؤلم على العصب الذي يمتد من أسفل القدمين إلى الظهر، هذا يعني أن كلتا الحالتين تتفوقان بفارق ضئيل على الإصابة بالطعنات التي جاءت بتقييم 4.9 فقط.
الصداع العنقودي يعد حالة نادرة وغير مفهومة بشكل جيد، ويصيب المرضى بنوبات مفاجئة من الألم الشديد في جانب واحد من الرأس، غالباً حول العين، ويمكن أن تستمر النوبات لعدة ساعات يومياً وتستمر لأيام أو أسابيع، ولا تجدي المسكنات الشائعة مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين نفعاً معه، ويحتاج المرضى إلى أدوية متخصصة لتخفيف الألم.