أكد اثنان من خبراء السيارات القديمة أن الانتقال من مرحلة الهواية إلى الاحتراف في هذا المجال يتطلب فهماً دقيقاً للسوق، وإدراك متطلبات المشترين، والقدرة على تقييم الطلب على أنواع السيارات المختلفة. وشددا على أهمية التعامل بمرونة مع مختلف الفئات وفقاً لمتطلبات السوق، إضافة إلى ضرورة الالتزام بالدقة والمصداقية في تقديم المعلومات.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان «كيف تحول الهواية إلى عمل؟ تجارب ناجحة من عالم السيارات القديمة»، خلال فعاليات الدورة الثانية من «مهرجان الشارقة للسيارات القديمة»، تحدث فيها الخبيران يوسف الأنصاري والمهندس محمد الطاهري، وأدارها الإعلامي وليد الأصبحي.
وأكد يوسف الأنصاري أن التحول من الهواية إلى التجارة يتطلب فهماً دقيقاً للسوق، والقدرة على تقييم الطلب على أنواع السيارات، إلى جانب الخبرة في الحصول على القطع المناسبة.
وأشار إلى أن الدعم الحكومي في الشارقة كان له دور كبير في دخوله إلى هذا العالم وتحويله إلى مجال تجاري؛ إذ أسهمت الجهات الرسمية في تنظيم قطاع السيارات القديمة، وتوفير بيئة مناسبة لممارسيها، ما ساعده على فهم السوق بشكل أعمق، من خلال اللقاءات مع أصحاب الخبرة.
وأكد الأنصاري أن الاحترافية في هذا المجال تعني الابتعاد عن التحيّز الشخصي، بحيث لا يقتصر العمل على السيارات التي يفضلها الشخص. وشدد على ضرورة عدم تقديم معلومات خاطئة عن السيارات أو صيانتها، لأن أي نصيحة غير دقيقة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة للمشتري أو تؤثر في أداء السيارة.
تخصص مبكر
استعرض المهندس محمد الطاهري في الجلسة تجربته التي بدأت من شغف مبكر بالسيارات القديمة، وصولاً إلى التخصص الاحترافي في ميكانيكا «المرسيدس». وأوضح أن شغفه بـ «المرسيدس» دفعه إلى التخصص في هذا الطراز تحديداً، خاصة أنها كانت من أوائل الشركات التي أدخلت أنظمة الهيدروليك الهوائي عام 1963.
وأشار الطاهري إلى أن الدورات التدريبية كانت نقطة تحول أساسية في مسيرته؛ إذ حرص على تطوير مهاراته من خلالها، والانضمام إلى ورش العمل مع محترفين في المجال. كما عمل لدى شركة عبد الواحد الرستماني عامين بعد الدوام، واستفاد من خبرة المتخصصين، مشدداً على أن الدورات التدريبية تعطي الشخص خبرة حقيقية وتوفر عليه الكثير من الوقت والجهد في التعلم الذاتي.
سيارات وقصائد
نظم مهرجان الشارقة للسيارات القديمة جلسة حوارية بعنوان: «سيارات خلّدتها القصائد» شارك فيها د.عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وفهد المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، اللذين أكدا أن علاقة المجتمع الإماراتي بالسيارات انعكست بشكل واضح في الأدب الشعبي، وأن الشعراء أبدعوا في توثيق كل ما يرتبط بها من أسمائها ووكالاتها وألوانها، وسائقيها، منذ اللحظات الأولى لدخولها المنطقة.
وقال المسلم: «تناول العديد من الشعراء التحول المجتمعي من وسائل النقل التقليدية إلى السيارات الحديثة. ومن أبرز من جسد هذا التغيير الشاعر سلطان الشاعر، التي صوّرت قصائده المنافسة بين السيارة والبعير من خلال حوار شعري بينهما، كما برز الشاعر ربيع بن ياقوت في توثيق هذا التطور من خلال أشعاره. والملاحظ أن الأدب الشعبي المرتبط بالسيارات حافظ على مستواه بفضل استمرار اهتمام الناس بهذا القطاع، ما جعل تأثيره مستمراً في مختلف الأجيال من الشعراء».
وأشار فهد المعمري إلى أن دخول السيارات إلى الإمارات تحول في فترة من التاريخ إلى ظاهرة أدبية وشعرية أثرت في النتاج الشعري منذ خمسينات القرن العشرين وحتى بداية الثمانينات.
وقال: «لم يكتفِ الشعراء الإماراتيون بوصف السيارات وتوثيق تفاصيلها؛ بل تغنوا بالفاخرة منها التي كانت تعكس المكانة الاجتماعية لصاحبها، كما أن بعض القصائد جاءت على شكل قصص شعرية متكاملة، مثل قصيدة للشاعر الراحل محمد بن سوقات، سردت بأسلوب إبداعي كيف تمكّن أحد العشاق من دخول منزل محبوبته متنكراً في هيئة سائق يبحث عن عمل».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.