منوعات / صحيفة الخليج

متاجر الموسيقى.. آلات تصدح وتكنولوجيا تنافس

الشارقة: أحمد صالح

في ، تصدح أصوات الموسيقى من كل لون وانتماء فني يتماشى مع ميزة تعدد وتنوع الجنسيات والأذواق، ليجد كل هاو ومحترف ضالته المنشودة بدءاً من محال ومتاجر بيع الآلات الموسيقية المنتشرة في الدولة، لتمتزج الآلات الشرقية مع الغربية والأكسسوارات وقطع الغيار، وتساير العصر وتبقي على العراقة والتراث الفني. وفي نفس الوقت يمثل دخول الذكاء الاصطناعي تحدياً في عالم الموسيقى والآلات، فهل يمثل ذلك، إضافة أم تهديداً حقيقياً. ومن خلال جولة في سوق الآلات الموسيقية نتعرف إلى تلك الحقائق. خاصة بعد قرار أكاديمية الشارقة للفنون الإبداعية بإطلاق كلية الموسيقى، وهى الأولى من نوعها في الإمارات.
يقول عبد الفتاح الحسن، أردني، عضو جمعية الموسيقيين بالإمارات وصاحب متجر لبيع الآلات الموسيقية بالشارقة: لدي أكثر من فرع لبيع الآلات الموسيقية في الإمارات منذ عام 1993، وبدأ شغفي بالموسيقى كهواية ثم صارت احترافاً ودرست الموسيقى من خلال العود ما بين عزف وصناعة وصيانة وتصليح ويلقبه البعض بأنه ملك الآلات ومن أصعبها، ولكن لا يوجد مستحيل خصوصاً مع التطور التعليمي والتفتح والجيل الجديد الذي يتميز بأنه سريع التعلم، والشيء الذي كان يتم تعلمه في عدة سنوات أصبح شباب الجيل الحالي يتعلمونه في عدة أشهر فهو جيل يحرص على تعلم الموسيقى، خاصة أننا نشهد فترة تتميز بامتزاج الموسيقى العالمية بالشرقية. ويشير عبد الفتاح إلى أن أمريكا أصبحت الأولى عالمياً في صناعه العود الكهربائي، ثم فرنسا وأغلى عود في العالم صناعة أمريكية، يتراوح سعره بين 12 ألفاً و 15 ألف درهم.
ويسيطر العود الكهربائي على السوق، خاصة بعدما أن تطور وأصبح بدون شد للمفاتيح من بطن العود، ولا زلت الصناعة العربية التقليدية للأعواد موجودة في ، ، والعراق.
وبالنسبة للجيتار، فهو أكثر آلة تجذب الشباب ومبيعاته الأكبر عالمياً، وسعره في متناول الجميع ويبدأ من 100 و150 درهماً على حسب نوعيته. يوضح عبد الفتاح أن السوق يضم آلات جديدة ومستعملة من ماركات عالمية أصبحت نادرة، ومبيعات السوق تتفاوت بين الآلات الوترية والصوتية مثل الأورغ، البيانو وغيرهما، بجانب بيع الأكسسوارات وأجزاء الصيانة.
وبالنسبة للآلات الإماراتية، يقول عبد الفتاح: هناك الطبول ومن أشهرها: «الجاسر، الرنة، والرحماني» تمثل طابعاً أصيلاً إماراتياً بجانب الربابة العربية في منطقة الخليج.
تطور ذكي
سألت عبد الفتاح: في ظل التطور التكنولوجي وبروز الذكاء الصناعي، نسمع عن أصوات مركبة، وجمل موسيقية منتجة بالذكاء الاصطناعي، فهل دخول الذكاء الاصطناعي إلى مجال الموسيقى مفيد أم مضر؟
فأجاب: يفيد من ناحية التطوير في الحس والنغمة وعيش أجواء لا يصل إليها العازف التقليدي، أما إذا اُستخدمت تلك التقنية لمجرد التغيير وهدم الطابع الشرقي مثلاً فهنا الخطر، ويصبح الذكاء الاصطناعي مضللاً، رغم أنه يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي تأليف لحن موسيقى لكن بدون الاستغناء عن الآلات، وكهاو مثلاً، ربما يكون لدي ألحان في راسي ولا أعرف كيف أعبر عن اللحن وأكتب النوتة الموسيقية بالتالي يمكن في هذه الحالة الاستعانة بالذكاء الاصطناعي بأن أدندن على الآلة والتطبيق الذكي يحول الدندنات إلى نوتة موسيقية مكتوبة أو مبرمجة باختصار يمكن الاستغناء عن الملحن الطبيعي.


صعوبة على الأعسر والسيدات
يقال إن الأعسر«الأشول»، الذي يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى، والسيدات يصعب عليهم تعلم العود ما حقيقة هذا الأمر؟
يجيب عبد الفتاح الحسن: عندما يمسك الأعسر العود بعكس ما يمسك الشخص العادي بيده اليمنى تنعكس الأوتار، فتكون أوتار «القرار» (طبقة صوتية عالية بصوت حاد) فوق و«الجواب»(طبقة منخفضة غليظة) تحت في حالة الشخص الأيمن، وعندما ينعكس وضع العود تصير أوتار القرار تحت والجواب فوق وبالتالي يعزف الموسيقي الأيمن من فوق لتحت والأعسر من تحت لفوق وهو أمر صعب على المتعلم والمعلم إذا كانا عكس بعضهما . وللتغلب على هذه المشكلة، لابد أن يعكس الأعسر أوتار العود ويتعلم من المعلم بطريقته.
أما بالنسبة للسيدات، فالعود حجمه كبير لا يتناسب مع طبيعة أجسامهن، فصنعت لهن خصيصاً آلات أصغر، وأصبح حجم العود النسائي ثلاثة أرباع أو نصف حجم العود الرجالي فأصبح لدينا العود النسائي وعود الأطفال.
لغة عالمية
يقول وجدي سميح، مصري صاحب محل بيع أدوات موسيقية في الشارقة، إن الموسيقى لغة عالمية موحدة في الهواية والاحتراف، ومع تعدد الجنسيات والأذواق في الإمارات انتعش سوق بيع الآلات الموسيقية.
وهناك فئة كبيرة من المشترين مجرد هواة محبين للموسيقى. خاصة في ظل اهتمام المدارس والمعاهد بتعليم الموسيقى التي هي علاج نفسي أحياناً يصفه الأطباء.
وعن أحدث الآلات الموسيقية يقول وجدي أن الأورغ حالياً أصبح يضم أصوات آلات: درامز، ناي، جيتار، عود. ولا يوجد آلة صعبة وأخرى سهلة، المعيار يتوقف على مدى حب الهاوي لهذه الآلة.
عن اختياره الإمارات لممارسة نشاطه، يقول وجدي: الإمارات ذواقة للفنون وتشجع المواهب والإبداعات، والموسيقى الإماراتية متطورة ومتابعة للعصرية وتحافظ على تراثها وتقاليدها، وأحب جداً سماع حسين الجسمي. والشارقة من أكثر الأماكن التي تحتضن الفن والإبداع خاصة مسرح المجاز وما يقدمه من فنون ومواهب وفقرات مبهجة وتعدد الحفلات وتنوعها خلال السنة.
في الإمارات، تصدح أصوات الموسيقى من كل لون وانتماء فني يتماشى مع ميزة تعدد وتنوع الجنسيات والأذواق، ليجد كل هاو ومحترف ضالته المنشودة بدءاً من محال ومتاجر بيع الآلات الموسيقية المنتشرة في الدولة، لتمتزج الآلات الشرقية مع الغربية والأكسسوارات وقطع الغيار، وتساير العصر وتبقي على العراقة والتراث الفني. وفي نفس الوقت يمثل دخول الذكاء الاصطناعي تحدياً في عالم الموسيقى والآلات، فهل يمثل ذلك، إضافة أم تهديداً حقيقياً. ومن خلال جولة في سوق الآلات الموسيقية نتعرف إلى تلك الحقائق. خاصة بعد قرار أكاديمية الشارقة للفنون الإبداعية بإطلاق كلية الموسيقى، وهى الأولى من نوعها في الإمارات.

   

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا