الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

وانتصر سبايدر مان المصري.. قصة الجلسة السرية في قضية الاعتداء على ياسين

عندما اختتم لام شمسية الذي عرض في 2025 مشهد بنشيد اسلمي يا خلال الاحتفال بعيد ميلاد البطل الطفل يوسف، أثار ذلك حيرة كثيرين من مغزى اختيار الأغنية حتى تطرف البعض في التوقعات قائلين إنها جاءت بناء على توجيهات سبقت عرض الحلقة الأخيرة.

خرج بعدها مخرج المسلسل كريم الشناوي، ليشرح أن الأغنية جاءت في سياق درامي متجرد من أي توجيهات وأنه ربما خانه التوفيق في الاختيار الزخم غير المتوقع الذي أحاط بالمسلسل.

وطلب من الجمهور التماس العذر حيث لم يتوقع ذلك الالتحام الجماهيري بأحداث المسلسل الذي فتح لأول مرة ملف الاعتداء على الأطفال.

لذلك لم يكن غريباً أن يعلق متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات النشيد ذاته، وكتبت نوارة نجم ابنة الشاعر أحمد فؤاد نجم، بعد النطق في الحكم اليوم بقضية الطفل ياسين الذي واجه بشجاعة موظف المدرسة الذي اعتدى عليه.. «ده اسلمي يا مصر بجد والله».

وأصدرت محكمة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة حكماً تاريخياً هو الأول من نوعه في قضية اعتداء على طفل بالسجن المؤبد 25 عاماً على موظف مالي بمدرسة لغات اعتدى على طفل بحضانة المدرسة.

دخل ياسين (5 سنوات) قاعة المحاكمة بطلاً يرتدي قناع سبايدر مان، لا أحد يعلم كيف جاءت الفكرة لأسرته، ربما يكون بالفعل سبايدر مان بطله الملهم الذي يتكفل بإنقاذ الجميع.

بينما حضر المتهم وسط حراسة مشددة وحماية من قوات الأمن ضد مئات الأسر وأولياء الأمور الذين تجمعوا حول قاعة المحكمة منذ الصباح الباكر في مشهد لم تعتده أروقة المحاكم.

بداية الواقعة

تعود الواقعة إلى شهر يناير 2024 حيث اكتشفت والدة الطفل رفض ابنها دخول المرحاض.

عندما تابعته وجدت أثار ندوب، فسألته الطفل بعض الوقت ثم قال لها إن هناك موظفاً يعمل بالمدرسة التي يذهب إلى حضانتها، يفعل معه أشياء مؤلمة وإنه لا يريد أن يذهب هناك مرة أخرى.

عرضت الأم الطفل على طبيب أكد حدوث اعتداء متكرر على ياسين، ذهبت به إلى المدرسة ليشير ابنها إلى إحدى المشرفات بأنها هي من تذهب به للموظف الذي يعمل بالمكان.

سيارة متهالكة ومشرفة بالمدرسة

أدوات الجريمة كانت صادمة بقدر الفعل نفسه، حيث شاركت إحدى المشرفات بالمدرسة في ذلك الاعتداء عن طريق قيامها بتوصيل الطفل من فصله للموظف في مكان ركن السيارات الملحق بالمدرسة، وكان يدخل به في سيارة قديمة تابعه للمدرسة تم ركنها منذ سنوات نظراً لتهالكها ويوهمه أنه موجود معه للعب فقط.

وفي أحيان أخرى كانت تذهب به إلى مرحاض المشرفين والموظفين حيث ينتظره الموظف.

عندما سألته الأم لماذا لم يحك من قبل، قال لها إن المشرفة أخبرته أنه إذا حكى لوالديه سيقوم الموظف بأذيتهما أذى بالغاً.

سرعان ما نقلت الأم الواقعة للأب الذي قطع عمله في الخارج وعاد إلى مصر وتقدم ببلاغ إلى قسم شرطة دمنهور.

رفض قسم الشرطة تحرير محضر بسبب مرور وقت على الواقعة فضلاً عن عدم قدرة الطفل على التعرف على مرتكبها.

قضية رأي عام

اطلق أولياء الأمور بعد معرفتهم بالأمر حملة تضامنية مع الطفل ياسين وأسرته مطالبين بكشف ملابسات الواقعة، تحت عدة اسماء أبرزها «حق ياسين لازم يرجع»

حفظت النيابة التحقيقات في البلاغ، حيث وجدت أن تحريات المباحث والأدلة المتاحة غير كافية لتحويلها للمحاكمة، واكتفت بحفظها كجناية في حالة ظهرت أي دلائل أخرى.

الأم البطلة

تقدمت الأم بتظلم أمام القاضي على قرار النيابة، طلبت فيه سماع شهادة عاملة بالمدرسة تدعى «د» قال عنها الطفل إنها كانت تقوم بتوصيله للموظف وشاهدت الأفعال الذي ارتكبها المتهم في حقه.

وكانت تلك العاملة هي المشرفة المسؤولة عن رعاية الأطفال ومتابعتهم والتي عندما أخبرها الطفل ياسين أن الموظف يفعل معه أشياء غريبة، تسترت عليه وأخبرت الطفل: «دا كان بيديك حقنة ومش هيعمل كده تاني».

ولجأت والدة الطفل ياسين في عريضة تظلمها أيضاً إلى سماع أقوال 3 أشخاص، قالت عنهم إنهم وسطاء من المتهم تدخلوا للضغط عليها وزوجها لقبول الصلح والتنازل عن حق نجلها المجني عليه، وعدم اللجوء إلى القانون مرة أخرى، وأنهم عرضوا عليها مبالغ مالية بالإضافة إلى تعليم المجني عليه وشقيقه داخل المدرسة مجاناً.

وطالبت الأم التي ظلت صامدة طوال فترة الدعوى بسماع أقوال ولية أمر أطفال آخرين داخل المدرسة.

وأكدت ولية الأمر تلك علمها ببعض الوقائع غير الأخلاقية داخل المدرسة تشبه واقعة ياسين.

بناء على قبول محكمة الجنايات تظلم الأم على قرار النيابة العامة، أعادت النيابة فتح التحقيق مرة ثانية في القضية بتاريخ 14 يناير 2025، وذلك بعد حوالي عام من غلق القضية.

يوم المحاكمة

لم يكن الوصول من يوم إعادة فتح التحقيق إلى يوم المحاكمة سهلا، حيث ظلت حملات الإرهاب والتشكيك تلاحق الطفل وأسرته ولم ينتظر أحد كلمة القضاء، ما دفع العديد من أولياء الأمور للخروج عن صمتهم مؤكدين أن المدرسة تجري اختبارات عديدة للأطفال ووالديهم للتأكد من سلامة صحتهم النفسية وملاءمة مستواهم الاجتماعي ما ينفي أي دعوى تشكك في عقل الطفل ياسين.

صباح اليوم الأربعاء كانت أول مواجهه بين أول سبايدر مان مصري وهو الطفل ياسين الذي ارتدى زي البطل كاملاً ووقف ليتعرف على المعتدي عليه في قفص الاتهام.

حضر موظف المدرسة متخفياً وسط قوات الأمن خوفاً من تجمعات الأهالي الغاضبة وبدأت الجلسة السرية حيث حرصت المؤسسات الإعلامية وكذلك نقابة الصحفيين على عدم نشر صور للطفل أو وأسرته حماية لخصوصيته واكتفوا بصورة البطل سبايدر مان.

بحسب شهادات الإعلاميين ممن حضروا الجلسة، طلب القاضي الاستماع للطفل ياسين، الذي تعرف على المتهم داخل القفص، ثم تولت أمه سرد تفاصيل الواقعة ومشوارها للحصول على حق ابنها الذي بدأ منذ عام ونصف، وأمر القاضي بعدم مقاطعتها من محامي المتهم.

بعد الاستماع لشهادة الأم وأيضاً شهادات الشهود، والاطلاع على تقرير الطب الشرعي، قام القاضي بتعديل وصف القضية من اعتداء إلى اعتداء بالقوة وتحت التهديد وهو ما يفسر حصول المتهم على أقصى عقوبة واردة في القانون المصري.

قال ياسين لوالده بعد الحكم حيث ضجت القاعة بالتصفيق للمستشار شريف عدلي كامل فور النطق به: «أنا سبايدر مان وحبسته».

لام شمسية

نجح مسلسل لام شمسية في شد انتباه المتابعين تجاه قضية شديدة الحساسية وشائكة لأقصى مدى، لم يكن الهدف هو الشك في المقربين أو أولي الأمر ولكن فقط عليك الانتباه وأن تصدق طفلك حينما يخبرك أن شخصاً ما يتعامل معه بطريقة غير طبيعية.

تأجل المسلسل سنوات بسبب اعتذارات عن التصوير، ربما ليتم عرضه في وقت يستعد فيه المجتمع لاستيعاب قضية الطفل ياسين، الذي يتابع قضيته الملايين اليوم باعتباره بطلا له حق يجب أن يعود.

علامات انتبه إليها مع طفلك

حذر خبراء الطب النفسي من بعض الأعراض التي قد تظهر على الطفل وتنبه بوجود خطر ما يتعرض له، بالطبع قد تشترك تلك الأعراض مع أمراض أخرى وليس شرطاً أن يكون هناك اعتداء.

لكن الانتباه لهذه الأعراض مهم في أي حال وتشمل:

•التردد في الحديث

•الأحلام المزعجة

•التبول اللا إرادي

•عنف متكرر غير مبرر

•رهاب اجتماعي

•ألام عند دخول المرحاض

كيف تحمي ابنك من الاعتداء؟

•أنصت إليه بهدوء.. لا تلمه أو توبخه

•شاركه أنشطة لتفريغ طاقته وأبرزها الرسم والموسيقى

•احرص على تعليمه كيفية الحفاظ على خصوصية جسده

•لا تستهن بخروجه بدون أجزاء من ملابسه من غرفته

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا