د. إيمان الهاشمي عندما ينظر إليكَ من تحب فإنك لا ترى عينيه! وإنما تبصر حقيقة العالم الذي تنتمي إليه، وعندما تنظر أنتَ إلى من لا تحب فإنك أيضاً لا ترى عينيه! وإنما تبصر مرارة الواقع الذي تريد أن تهرب منه! ولذلك لن أقول لمن أحب بأنه عيناي! لأنني دونه أرى فعلياً وإن كنت أقسم لكم بأنني لا أرى شيئاً! ولن أقول له قط بأنه قلبي! فهو عضلة لا إرادية تنبض وتخفق بدونه وإن كنت أجزم قياماً وقعوداً بأنه لم يعد في صدري! كما أعدكم أنني لن أقول مطلقاً بأنه عقلي! لأن دماغي سيفكر ويحلل عند رحيله وإن أجمع العلماء والفلاسفة على أنه مجنونٌ.. مجنون! حسناً.. ما رأيكم إن قلتُ له بأنه شفتاي! لأنهما حتماً في غيابه لا ولن يبتسما أبداً مهما حدث! ومهما كان الموقف طريفاً كمشاهدة عازفٍ محترفٍ يعزف بأربعة أصابع فقط!!هكذا تمر الأعوام، عاما خلف عام، فمن 1778 إلى 1839 مرَّت 61 سنة بالتمام، تبدلت من خلالها الأحلام، وأسلوب البشر في الكلام، وربما تغير معنى السلام، ولكن حينها بقي الشيء الوحيد الهام، بعيداً عن السراب والأوهام، ميلاد الإسباني (فرناندو سور) عازف الجيتار الكلاسيكي وملحِّن الإلهام، الذي أبى استخدام اصبعه البنصر وفقاً للأحكام، المعنية بالعزف بسهولة وانسجام، مع اخوته الخنصر والسبابة والوسطى والإبهام، حيث استخدم أصابعه الأربعة لإتمام المهام، ولم يستخدم أظافره قط لضبط الأنغام! هكذا ألّف (سور) مقطوعات للباليه والأوبرا، وكذلك للبيانو والأوركسترا، وأيضاً الكثير من الرباعيات الوترية، ليتنقل بين الألحان المتنوعة بحرِّية، في مستوى أعمالٍ يتراوح بين المبتدئ إلى المتقدم والاحترافي، ولهذا أعجب به العالم بشكلٍ خرافي، خاصةً بعد تنويعاته الموسيقية على لحن «موزارت» الموسيقار النابغة، صاحب أغرب المعجزات وأندر الأدمغة، والجدير بالذكر أن باليه سندريلا حقق العديد من النجاحات الباهرة، ولازال يعتبره البعض إلى يومنا هذا كالظاهرة، فقد تم عرضه لأكثر من مئة مرة، ولم يمل الجمهور من مشاهدته بالمرة.من غرائب (فرناندو سور) أنه في العاشرة من عمره بدأ كتابة الأغاني اللاتينية لإبهار والديه، ثم انتهى به المطاف بأن يخترع نظامه الخاص به لتدوين موسيقاه وكل ما لديه، ومن طرائف حياته أنه حين التحق بالمدرسة العسكرية، استطاع تحت الحصار أن يخلق لنفسه أجواء تأليفٍ كلاسيكية! فانتصر دون الحاجة إلى ذلك البنصر! الاسم: فرناندو سورالجنسية: إسبانيمن أعماله: 17 Opus 35، Noالنشاط: موسيقيالتاريخ:1778 – 1839–61 سنة