تقدم العملات النقدية التاريخية المعروضة في متحف زايد الوطني فرصة مميزة لاستكشاف مراحل تطور النظام النقدي في الإمارات ونموها الاقتصادي. وتُسلط هذه القطع الأثرية الضوء على الأهمية البالغة للعملة في بناء البنية التحتية المالية للدولة، ما يُتيح للزوار فهماً أعمق لتاريخها، ويُعزز تقديرهم للنمو المتواصل الذي تشهده ودورها البارز في الاقتصاد العالمي اليوم. ويضم المتحف عملة «أبيئيل» التي تعد مثالاً على أولى العملات المعدنية المسكوكة على أرض الإمارات، وهي مستوحاة من عملة الإسكندر الأكبر في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وتتميز بنمط نقوشها الذي يصوّر البطل الإغريقي هرقل على أحد الوجهين، بينما يصور الثاني نقشاً لشخصٍ جالس مع حصان. ويحل الحصان الذي يمثل الرمز المحلي للقوة، محل الطائر الذي كان يظهر بانتظام على عملات الإسكندر الأكبر، وتحل كلمة «أبيئيل» الآرامية التي تشير إلى لقب ملكي، محل كلمة الإسكندر التي كانت تكتب باللغة اليونانية. وصدرت بعض هذه المسكوكات في عهود حكمت فيها النساء، ما يشير إلى التاريخ العريق لتمكين المرأة في الإمارات. وفي المتحف أيضاً العملة الورقية من فئة الدرهم الواحد ضمن أول إصدار للعملات النقدية في اتحاد الإمارات. وأسهم الدرهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في الدولة، وحلّ مكان العملات المختلفة التي كانت مستخدمة في الإمارات السبع، ولا تزال العملة النقدية من فئة الدرهم قيد الاستخدام في صورة عملة معدنية، بينما سحبت الورقية من التداول. يقع متحف زايد الوطني، المتحف الوطني للإمارات، ضمن المنطقة الثقافية في السعديات، التي ترسخ مكانتها كأحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، ويلتقي فيها رموز الماضي مع صناع المستقبل بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم. ويحتفي المتحف بتاريخ الدولة العريق وثقافتها وقصصها الملهمة منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، ويسرد سيرة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. ويركز المتحف من خلال مجموعة مُقتنياته ومعارضه الدائمة والمؤقتة على جوانب متعددة من حياة وإرث وقيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأسلوب قصصي أصيل، إلى جانب تسليط الضوء على تراث الدولة وعاداتها وتقاليدها، والهوية الوطنية، والتراث الإماراتي، وتاريخ بيئة الأرض، والتبادل الثقافي.