منوعات / صحيفة الخليج

ميسون عزام على «خط المواجهة» لإضاءة زوايا تاريخية معتمة

حوار: مها عادل 

في خطوة تلفزيونية جديدة، عادت الإعلامية ميسون عزام لجمهورها عبر برنامجها الحواري الجديد «خط المواجهة» الذي بدأت إذاعته على قناة «العربية» قبل أيام، مستعينة بأسلوبها الراقي والرصين بالحوار ومُحمّلة بخبرة تمتد لأكثر من 20عاماً في ميدان الصحافة الإخبارية والميدانية. يُعيد «خط المواجهة» طرح الأحداث المفصلية من خلال أعين من عاشوها، من صناع قرار وشهود عيان، في محاولة واعية لإعادة الاعتبار للذاكرة، وإضاءة الزوايا المعتمة من التاريخ المعاصر.

بأسلوب تحقيقي واعٍ، تتجه ميسون عزام ببرنامجها الجديد، بعيداً عن إيقاع العناوين العاجلة لصالح سرديات متأنية تعيد بناء الرواية من جذورها.

وفي الحوار التالي، تحدثت ميسون عزام عن كواليس البرنامج، وفكرته، ومعايير اختيار الضيوف، وعن ما تأمل أن تضيفه إلى المشهد الإعلامي من خلال هذا المشروع الجديد الذي يتكئ على التوثيق لا الإثارة، والتساؤلات لا الأحكام.

تقول ميسون عزام: «خط المواجهة» عنوان يجسّد روح البرنامج، يُمثّل مساحةً تلتقي فيها الروايات وجهاً لوجه، وتعود الشهادات المنسية أو التي أسيء فهمها إلى الظهور. البرنامج يتجاوز العناوين الرئيسية للأخبار ليتعمق في قلب الأحداث نفسها، فهو جهدٌ لحفظ الذاكرة الإنسانية التي شكّلت مسارنا الجماعي، قبل أن تتلاشى أو تندثر، بهدف تقديم فهمٍ أوضح لكيفية نشأة عالمنا.

وعن طبيعة البرنامج واختيار ضيوفه، تقول ميسون عزام:«خط المواجهة» حواري مُسجّل، يستضيف في كل حلقة ضيفاً فقط، شاهداً أو صاحب قرار ومدته تمتد لنحو الساعة.

وتستطرد: بالطبع الهدف من استخدام هذا الأسلوب بالبرنامج توفير مساحة كافية لاستحضار وتنشيط الذاكرة واستكشاف خبايا اللحظات المفصلية بعيداً من التشويش أو المقاطعة. وبفضل التكنولوجيا الحديثة، يُمكننا تجاوز الحواجز الجغرافية لضمان الوصول إلى الضيف لتوثيق قصته ومشاركتها بدقة وعمق.

معايير الاختيار

عن معايير اختيار الموضوعات و الشخصيات تقول: في «خط المواجهة»، القصة تستدعي أصحابها، فالحادثة المحورية التي نختار أن نتناولها هي التي ترشدنا إلى الضيف المناسب. نبحث عمّن يُجسد تلك اللحظة المفصلية، سواء كان شاهداً رئيسياً أو صاحب قرار. نبحث عن شخصية تُمثل مفاتيح الفهم لما جرى، عن من يحمل في ذاكرته ما يُمكن أن يُنير تفاصيل طُمست أو أُغفلت.

وتتابع: حتى الآن، سجلنا 12 حلقة، وأُفضّل الاحتفاظ بأسماء معظم الضيوف كمفاجأة. أما أول ضيف في البرنامج زياد طارق عزيز، نجل الخارجية العراقي السابق والمستشار الأبرز للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فأعتبر أن شهادته، كما رآها الجمهور، شكّلت انطلاقة قوية لما نطمح إلى تقديمه من عمق وتوثيق في خط المواجهة.

وضيفة الحلقة الثانية هي انتصار الوزير (أم جهاد)، وهي من أبرز الوجوه النسائية في تاريخ النضال الفلسطيني.

عن متطلبات تقديم هذا البرنامج، تقول ميسون عزام: الانتقال من غرفة الأخبار إلى عالم البرامج باختصار هو تحول من سرعة الخبر إلى صبر البحث، ومن نقل التصريحات إلى تحليل القرارات وما وراءها. في النشرات الإخبارية، نحن مقيّدون بإيقاع الحدث اليومي، نلاحق التصريحات والتفاصيل العاجلة وننقلها لحظة بلحظة. أما في هذا البرنامج، فلا نكتفي برصد ما قيل، بل نُعيد قراءة ما حدث من زاوية أعمق، لنقدم للجمهور فهماً أشمل لتاريخنا وحاضرنا، وبعد أكثر من 20 عامًا في غرفة الأخبار، تطلّب الانتقال إلى البرامج تغييرًا في النهج والمصادر. في الأخبار كنا نعتمد على وكالات الأنباء، والمؤتمرات الصحفية، والتطورات اللحظية. أما هنا، فالمصادر مختلفة، نبحث في الأرشيف، ونعتمد على الذاكرة الشخصية لمن عاش الحدث، هو انتقال من إيقاع الخبر العاجل إلى عمق الرواية الكاملة.

الجمهور المستهدف

حول نوعية الجمهور المستهدف من البرنامج، تقول ميسون عزام: نتوجّه إلى جمهور يقدّر البحث، ويفكّر في خلفيات الأحداث لا في عناوينها فقط، سواء كانوا من المتابعين المهتمين بالشأن السياسي، أو الباحثين عن وعي تاريخي مختلف، أو حتى من عاشوا تلك اللحظات ولديهم رغبة في رؤيتها من زوايا جديدة. البرنامج موجّه لكل من يرى في المعرفة قوة، وفي الذاكرة مسؤولية.

وتقول عن سر انقطاعها عن تقديم البرامج والتركيز على الأخبار لسنوات: تجربتي مع برنامجي السابق «مشاهد وآراء» كانت غنية وحافلة بالتحدي. كان يتطلّب جهداً كبيراً في التحضير، حيث كنت أتابع وثائقيات كاملة وأحضر لكل حوار استناداً إلى محتواها وتحليلها وفي الوقت نفسه كنت أعمل في الأخبار، عملاً يتطلب جهداً مستمراً، وحضوراً دائماً، وضغطاً يومياً لا يتوقف. بالرغم من أن التجربة السابقة كانت ثرية، إلا أنني هذه المرة أصبحت متفرغة تماماً لهذا البرنامج، مما يتيح لي فرصة للتعمق في كل حلقة، وبناء كل رواية بتركيز أكثر وشغف.

وعن طموحها تقول: أطمح أن أُكرّس ما اختبرته في الإعلام في تقديم محتوى يحمل قيمة حقيقية، وأن أسهم في توثيق سردياتنا بطريقة تحفظ الذاكرة وتنير الحاضر. للإعلام دور أبعد من نقل الخبر، هو مسؤولية وفعل وتوثيق ووعي. ما أريده هو أن أواصل عملي الإعلامي في المساحات التي تُشبهني، فأبحث في عمق الحكايات، وأعيد الاعتبار لذاكرة كادت تُنسى.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا