يصف السياسيون والرؤساء التنفيذيون الذكاء الاصطناعي بأنه «البنسلين الجديد» وأداة تكنولوجية ثورية تحمل وعوداً كبيرة بمعالجة تحديات كبرى، وعلى رأسها انخفاض الإنتاجية.
وتشير تقديرات رسمية أسترالية أجرتها جامعة التكنولوجيا في سيدني إلى أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي قد يضيفان ما يصل إلى 600 مليار دولار أسترالي سنوياً إلى الاقتصاد، ما يجعلهما محوراً رئيسياً في رؤية الحكومة لتحسين الكفاءة الاقتصادية.
الذكاء الاصطناعي، رغم هذه التطلعات، لا يمثل علاجاً فورياً، فكما هو الحال بمرحلة التعافي بعد العمليات الجراحية، لا يمكن له أن يُحقق نتائج فعالة دون التزام، وتخطيط دقيق، وتعاون وثيق مع الخبراء والموظفين.
رغم الإمكانات الهائلة التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة المُولد منها مثل «تشات جي بي تي»، فإن الواقع يكشف عن معدل فشل مرتفع يصل إلى 80% في مشاريع توظيفه، وهو ضعف ما يحدث في مجالات تكنولوجيا المعلومات التقليدية. ويعود ذلك إلى سوء التنفيذ، وضعف التدريب، وغياب إشراك الموظفين في مراحل التطوير.
ومن دون البنية التنظيمية المناسبة وثقافة الثقة، قد تتلاشى الوعود التقنية. فبحسب استطلاعات عالمية، أفاد واحد فقط من كل أربعة مديرين تنفيذيين بتحقيق عوائد مجزية من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي.
ثقة الجمهور والتبني
في أستراليا، تُعد الثقة بالذكاء الاصطناعي منخفضة نسبياً، فالكثير من العاملين لا يستخدمون هذه التقنية، ولا يتلقون تدريباً كافياً عليها، ما يؤدي إلى فجوة في التفاهم والثقة.
ويشير خبراء إلى أن إشراك الموظفين مبكراً في عمليات تبني الذكاء الاصطناعي من خلال الإصغاء إلى مخاوفهم والاستفادة من خبراتهم أمر بالغ الأهمية لتصميم حلول واقعية وفعالة، فالتقنية التي تُصمم بالتعاون مع المستخدمين تُصبح أكثر جدوى واعتمادية.
دروس
شركة Duolingo واجهت انتقادات حادة بعد استبدال الذكاء الاصطناعي بموظفيها دون إشراكهم أو التفكير في التأثيرات الفعلية في الخدمة والجودة. واضطرت الشركة إلى إعادة عدد من الموظفين بعد أن تدهورت تجربة العملاء.
وأظهرت دراسة حديثة في المملكة المتحدة أن 55% من الرؤساء التنفيذيين الذين استبدلوا الذكاء الاصطناعي بموظفيهم، أعربوا لاحقاً عن ندمهم، مؤكدين أن الاستغناء عن الكفاءات البشرية لم يحقق النتائج المرجوة.
يؤكد الباحثون أن الذكاء الاصطناعي يُحقق أعلى فاعلية عندما يُستخدم لتعزيز القدرات البشرية، لا لإلغائها، فالعمال يمتلكون معرفة عملية عميقة بوظائفهم يصعب على الخوارزميات أن تحاكيها. ومن خلال إشراكهم في تصميم الأنظمة، يُمكن الوصول إلى حلول أكثر دقة ونجاعة.
التجارب الناجحة تُظهر أن الشركات التي تُشرك موظفيها في التحولات الرقمية تزيد فرص نجاحها بتسعة أضعاف، وتُحقق مستويات أعلى من الربحية والميزة التنافسية.
أدركت الحكومة الأسترالية هذا التحدي، فأكد تيم آيرز، وزير الصناعة والابتكار، أهمية التعاون مع العمال ونقاباتهم عند تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهو توجه يعكس قناعة متزايدة بأن التحول الرقمي الناجح لا يقتصر على التقنية وحدها، بل يتطلب شراكة وثيقة مع من سينفذون العمل على أرض الواقع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.