منوعات / صحيفة الخليج

السباحة صيفاً.. متعة تتربص بالأطفال

تحقيق: سارة المزروعي
مع ارتفاع بشكل ملحوظ، تتحول المسابح والشواطئ إلى وجهات رئيسية للعائلات الباحثة عن الترفيه والهروب من حرّ الأجواء وبينما يلعب الأطفال بسعادة وسط المياه المنعشة، قد تظهر على بعضهم ظواهر مثيرة للقلق، منها ازرقاق الشفاه أثناء السباحة أو بعدها مباشرة. منظر قد يبث الذعر في قلوب الأهل، الذين يتساءلون بحيرة: هل هو أمر عادي مرتبط ببرودة الماء أم إشارة إلى مشكلة صحية خطِرة؟

يرى أطباء الأطفال أن هذه الظاهرة غالباً ما ترتبط بانخفاض حرارة الجسم التعرض المطوَّل للمياه الباردة، بينما يحذر آخرون من احتمالات أكثر خطورة، مثل نقص الأكسجين أو وجود مشكلات تنفسية أو قلبية كامنة. وتزداد الحيرة مع وجود اختلاف بين تأثير مياه المسابح المعالجة بالكلور، ومياه البحر التي تحتوي على الأملاح والمعادن.
في هذا الصدد، نناقش مع أطباء أطفال وأمراض جلدية ومدرب سباحة أسباب هذه الظاهرة وطرق التعامل معها وأهم التوصيات لضمان صيف آمن لأطفالنا.
تقول د. إيمان محمد الدهماني، طبيب عام أطفال: السبب الأكثر شيوعاً لهذه الظاهرة هو انخفاض حرارة الجسم وأشارت إلى أن تعرض الطفل للماء البارد يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية الطرفية في الشفاه والأطراف، في محاولة من الجسم للحفاظ على الحرارة الداخلية للأعضاء الحيوية، مما يقلل تدفق الدم إلى المناطق السطحية والأطراف ويؤدي إلى تغير لون الشفاه إلى الأزرق بشكل مؤقت.
من جانبها، نبهت د.سارة حايك، استشارية طب الأسرة، إلى أن الأطفال أكثر عرضة لفقدان الحرارة بوتيرة أسرع من البالغين، بسبب صغر حجم أجسامهم وزيادة مساحة سطح الجسم مقارنة بالكتلة وأكَّدت أن عدم الانتباه المبكر لهذه التغيرات قد يعرض الطفل لمضاعفات صحية خطِرة تتراوح بين الارتجاف الشديد وصعوبة التنفس، وصولاً إلى اختلال الوعي.
وحذرت د.إيمان الدهماني من أن ازرقاق الشفاه المصحوب بأعراض إضافية مثل التعب الشديد، أو صعوبة التنفس، أو لدى الأطفال الذين يعانون أمراضاً قلبية أو رئوية، يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً لتجنب تطور الحالة إلى نقص أكسجين أو مضاعفات قد تكون مهددة للحياة. ومع إدراك خطورة انخفاض حرارة الجسم وأعراضه، يؤكد الأطباء أن دور الأهل في المراقبة المبكرة لا يقل أهمية عن العلاج الفوري.

مراقبة الأطفال خلال وبعد السباحة


وأكَّدت د. سارة حايك، استشارية طب الأسرة، أن على الأهل الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية تظهر على الطفل أثناء وجوده في الماء، مع التركيز على رصد علامات الخطر المبكرة، مثل الارتجاف الشديد الذي يدل على فقدان حرارة الجسم، شحوب البشرة، أو شعوره بإرهاق شديد دون سبب واضح. وشددت على أن صعوبة التنفس أو الإغماء خلال أو بعد السباحة من المؤشرات الطارئة التي تستوجب التدخل السريع.
من جانبها، أوضحت د.عبير الخلفاوي، استشارية طب الأطفال، أن ملاحظة أي من هذه الأعراض تتطلب إخراج الطفل فوراً من الماء والعمل على تدفئته بملابس جافة أو مناشف دافئة، مع مراقبة حالته عن قرب وفي حال استمرت الأعراض أو بدت في التفاقم، دعت إلى مراجعة الطبيب دون تأخير لضمان التشخيص والتعامل المناسب مع الحالة.
ونبهت د. إيمان الدهماني إلى أن بعض الحالات قد تتطور إلى فقدان الوعي، نتيجة نقص الأكسجين أثناء الغطس لفترات طويلة، أو بسبب انخفاض مفاجئ في سكر أو ضغط الدم وأكدت أن الاستهانة بأي عرض بسيط قد تؤدي إلى مضاعفات خطِرة، مما يحتم على الأهل التحلي باليقظة طوال فترة السباحة وعدم التغافل عن أي مؤشرات غير طبيعية.

وقاية


نصحت د.عبير الخلفاوي، باستخدام الملابس الحرارية أو بذلات الغوص لحماية الأطفال من فقدان الحرارة، خاصة إذا كانت حرارة المياه تتراوح بين 22 إلى 25 درجة مئوية وأكدت أهمية تحديد مدة السباحة حسب عمر الطفل، بحيث لا تتجاوز 30 دقيقة للأطفال الأصغر سناً، مع الحرص على أخذ فترات استراحة منتظمة للتدفئة.
وشددت على أهمية الحرص على تغذية الأطفال بشكل مناسب قبل وأثناء السباحة، موضحة أن تناول كميات كافية من الطعام والسوائل يعزز قدرة الجسم على الحفاظ على حرارته الطبيعية ويدعم مستويات لديهم خلال النشاط المائي. ودعت إلى ضرورة مراقبة الأطفال بشكل مستمر أثناء وجودهم في الماء وعدم الاستهانة بعلامات التعب أو الخمول، مشيرة إلى أن ظهور أي من هذه الأعراض يتطلب إخراج الطفل فوراً من الماء وتدفئته لتفادي أي مضاعفات صحية. ويوصي المختصون بأن تتضمن تغذية الأطفال قبل السباحة وجبات خفيفة وسهلة الهضم، مثل الفواكه الطازجة أو الزبادي أو شطائر صغيرة، مع تجنب الأطعمة الثقيلة أو الغنية بالدهون التي قد تؤثر على راحتهم أثناء النشاط البدني.

أولوية


تُعد حماية بشرة الأطفال أثناء السباحة أولوية لا تقل أهمية عن جوانب السلامة الأخرى، خاصة مع اختلاف طبيعة المياه بين البحر والمسابح وأوضحت د.جايل شلهوب، أخصائية الأمراض الجلدية، أن مياه البحر غالباً ما تكون ألطف على بشرة الأطفال مقارنة بتلك المعالجة بالكلور والتي قد تسبب تهيجاً وجفافاً، خصوصاً لدى الأطفال المصابين بالإكزيما أو ذوي البشرة الحساسة ومع ذلك، نبهت إلى أن مياه البحر، رغم فوائدها، قد تؤدي أيضاً إلى جفاف الجلد إذا لم يُتبع السباحة بروتين مناسب للعناية بالبشرة.
وفي هذا السياق، شددت د. جايل شلهوب على أهمية تبني روتين وقائي بعد السباحة يشمل غسل الجسم جيداً بماء عذب لإزالة بقايا الملح أو الكلور، ثم الاستحمام الكامل فور العودة إلى المنزل، مع استخدام مرطب لطيف خالٍ من العطور لدعم الترطيب الطبيعي للبشرة وأوصت باستخدام واقي الشمس بانتظام على المناطق المكشوفة من الجسم وارتداء القبعات والملابس الواقية لتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، خاصة خلال ساعات الذروة وطالبت باستشارة طبيب الجلدية قبل السماح للأطفال الذين يعانون أمراضاً جلدية مزمنة بالسباحة، لضمان توفير الإرشادات المناسبة التي تساعد على تفادي المضاعفات والحفاظ على صحة الجلد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا