منوعات / صحيفة الخليج

بعد انتشار صادم.. كيف لفّق الذكاء الاصطناعي هجوم حوت أوركا على مدربة أثناء عرض حي؟

انتشر على عدد من المنصات، بينها: وتيك توك وفيسبوك وإكس، مقطع مصطنعاً بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، بعنوان «اللحظات المروعة الأخيرة لمدربة الحيتان القاتلة جيسيكا رادكليف»، يزعم أنه يوثق هجوماً وحشياً من حوت أوركا على مدربة خلال عرض حي أمام الجمهور.


تصدر اسم جيسيكا رادكليف قائمة الموضوعات الأكثر تداولاً عالمياً عبر منصة إكس، وصدّق الآلاف من المستخدمين قصة مدربة الحيتان، قبل أن يبدأ البعض في الاستعانة بنموذج الذكاء الاصطناعي «غروك» الذي نفى لهم وقوع الحادث أو وجود شخص بذلك الاسم.

ما هي قصة جيسيكا رادكليف مدربة الحيتان؟

في الروايات المتداولة، وصفت جيسيكا رادكليف بأنها مدربة حيتان تبلغ من العمر 27 عاماً في بعض المصادر، و32 عاماً في مصادر أخرى.

كما ظهر تناقض آخر في تحديد مكان عملها، حيث قيل إنها تعمل في متنزّه بحري بأسماء مختلفة مثل «سي وورلد» أو «بلو بارك»، وتعرضت للسحب تحت الماء من قبل حوت يُسمى تايتان أو نيكس أو كايت.

بعض نسخ القصة المزورة أضافت أسباباً مثيرة لهجوم الحوت على مدربته وفتكه بها على مدار 45 دقيقة، مثل شعرها المربوط أو شعوره بالإحباط من الأسر.

لا وجود للمدربة جيسيكا رادكليف

أثبت محققو الإنترنت ومنصات التحقق من المعلومات أن جيسيكا رادكليف لم تكن شخصية حقيقية، ولا توجد سجلات وفاة، ولا تقارير من وسائل إعلام موثوقة مثل CNN أو BBC، ولا بيانات من حدائق بحرية أو تقارير من جهات رقابية، كما لم تصدر أي جهة رسمية تأكيداً لوقوع حادث مشابه في السنوات الأخيرة.

التناقضات قتلت القصة

اختلفت تفاصيل القصة من منشور لآخر، حيث كان اسم الحوت يختلف، وتغير موقع الحادث بين فلوريدا وأماكن وهمية لا وجود لها، إلى جانب عدم تحديد توقيت الحادث الصادم.

وانتشرت مقاطع فيديو تحتوي على لقطات من أوركا قديمة أو صور معدلة ومولدة بالذكاء الاصطناعي، دون أن يظهر أي تسجيل أصلي من مصدر معلوم يوثق الحادث المزعوم.

جانب مظلم لقصة جيسيكا رادكليف.. الروابط الاحتيالية

كانت منصة إكس ساحة للاحتيال بعد ظهور منشورات حملت روابط لمواقع مشبوهة تدّعي أنها توفر «المقطع الكامل»، والتي غالباً ما تكون برمجيات خبيثة، تروج لها حسابات تظهر نشاطاً منخفض التفاعل ونمطاً مكرراً من النشر العشوائي.

لماذا تنتشر هذه الأكاذيب؟

الإثارة العاطفية، حيث تجمع القصة بين صورة الحوت كرمز للحيوانات المحبوبة المرحة، وبين فكرة انتقام الطبيعة.

خوارزميات المنصات، حيث يتصدر المحتوى الصادم المشاهدات قبل أن تلحق به التوضيحات.

كما اعتمدت القصة على وقائع مألوفة، وتشابهت مع أحداث حقيقية، مما جعل المتلقي أكثر تقبّلاً لها.

دوافع تجعل المواقع الإخبارية غير الموثوقة تسارع بترويج تلك القصص، لزيادة المشاهدات، وهو ما يعني إعلانات ونقرات أكثر، حتى لو كانت القصة مفبركة بالكامل.

الحوادث الحقيقية التي ألهمت الخدعة

القصة الملفقة عن جيسيكا رادكليف تحمل ملامح من حوادث واقعية هزت حدائق الأحياء البحرية خلال العقود الماضية.

لقيت المدربة المخضرمة داون برانتشو، 40 عاماً، حتفها في سي وورلد أورلاندو بولاية فلوريدا، 24 فبراير 2010، بعد أن سحبها الحوت القاتل «تيليكوم» إلى داخل الحوض عقب عرض حي، وهاجمها بعنف لنحو 45 دقيقة، ما تسبب في غرقها وإصابتها بكسور وتهتك في فروة الرأس، لتفرض بعدها السلطات حظراً على التفاعل المباشر مع الحيتان.

وقبلها بعام، في 24 ديسمبر 2009، توفي المدرب أليكسيس مارتينيز، 29 عاماً، في لورو بارك بجزيرة تينيريفي الإسبانية، إثر اصطدام الحوت «كيتو» به أثناء تدريب صباحي، ما أدى إلى غرقه، بعد تعرضه لإصابات داخلية قاتلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا