منذ افتتاحه عام 2008، عزز مربى الشارقة للأحياء المائية التابع لهيئة الشارقة للمتاحف مكانته كمركز ترفيهي وتعليمي يسهم بشكل فعال في تعزيز الوعي البيئي والحفاظ على الكائنات البحرية، إذ يعيش زوار مربى الشارقة للأحياء المائية أمتع الأوقات في تأمل طبيعة عالم البحار، ذلك المكان الذي يتكون من 21 حوضاً وما يزيد على 80 نوعاً بحرياً محلياً. جاءت فكرة إنشاء مربى الشارقة للاحياء المائية بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حرصاً من سموه على التركيز على البيئة البحرية المحلية، وأنواع الكائنات البحرية التي تعيش فيها، ومعرفة تاريخ هجرتها، ومواسمها، وأماكن تكاثرها، وكذلك لترسيخ ثقافة الاهتمام بالبيئة البحرية والحفاظ عليها. الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري يمتلئ مربي الشارقة للأحياء البحرية بأسرار الحياة البحرية، ويعد مثالاً بارزاً على الجهود المتواصلة والحثيثة لحماية المحيطات والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري من خلال مبادراته وإنجازاته المتعددة، حيث يقدم على مدار العام برامج تعليمية متنوعة تستهدف جميع الفئات العمرية، من الطلاب إلى الباحثين وعامة الجمهور، كما يوفر جولات تعليمية وورش عمل تفاعلية تركز جميعها على أهمية البيئة البحرية وضرورة الحفاظ عليها وعلى التنوع البيولوجي البحري. جهود مكثفة ما نشاهده في أحواض المربى، التابع لهيئة الشارقة للمتاحف، من حياة بحرية يكتنفها الصفاء والتناغم، ما هو إلا نتاج جهود مكثفة تغوص في أعماق البحار وتستكشف مكنوناتها وتخرج لتتنفس أكسجين سطح الأرض لتجتهد بتوفير حياة ملائمة لتلك الكائنات في أحواضها التي رصت بعناية فائقة في المربى. أنواع جديدة من الأسماك يرفد مربى الشارقة للأحياء المائية أحواضه الـ 21 بأنواع جديدة من الأسماك، من خلال رحلتين إلى ثلاث رحلات شهرياً، ينفذها فريق متخصص من الغواصين بجمع الأنواع المستهدفة، ويواجه خلالها العديد من التحديات والصعاب لا سيما الأنواع الخطيرة من الكائنات البحرية مثل «الأنقليس، وقناديل البحر، وديك البحر» وخاصة السام منها. ويحظى المربى بتنوع واسع من الكائنات في أحواضه، حيث وصلت إلى ما يقارب 80 نوعاً من أصل 150 تحتضنها مياه الخليج العربي. تحسين الظروف البيئية للمحيطات جهود المربى تبرز أيضاً في تنظيم العديد من حملات التوعية والمبادرات والمشاركة في الأبحاث العلمية التي تسعى إلى حماية الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، وتحسين الظروف البيئية للمحيطات، وتشجيع السلوكيات المستدامة، ما يلعب دوراً جوهرياً في الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.