متابعات - «الخليج»أعلنت محافظة الجيزة المصرية، إغلاق ما أُطلق عليه شعبياً «الثقب الأسود» أسفل أحد الكباري بمنطقة الهرم، بعد تلقي شكاوى متكررة من الأهالي الذين أعربوا عن قلقهم من خطورة هذه الفتحات على حياتهم وأمنهم.وضبطت حملة أمنية موسعة عصابة من المتسولين الذين يستغلون الأطفال والقصر في أعمال خارجة عن القانون، ويتخذون من «الثقب الأسود» مقراً لهم.وكر تحت الكوبري يكشف شبكة متسولين وتجارة أطفاللم يكن أحد يتوقع أن الفتحة الصغيرة أسفل أحد كباري منطقة مشعل بالهرم، ستصبح محور جدل ورعب بين الأهالي.كشفت فيديوهات وصور نشرها ناشطون، وعلى رأسهم صاحب صفحة «أطفال مفقودة»، أن المكان استُخدم كوكر مظلم يستقطب الأطفال والنساء، ويدور داخله نشاط مشبوه، على رأسه التسول المنظم واستغلال القُصَّر.3 أشهر من المراقبة السرية للثقب الأسودأكد متطوعون ومتخصصون في شؤون الطفولة أنهم تتبعوا هذا المكان على مدار 3 أشهر كاملة.وخلال هذه الفترة، رصدوا حركة دخول وخروج منتظمة لأشخاص مجهولين، بعضهم أطفال يقضون نهارهم في شوارع الجيزة طلباً للنقود، ثم يعودون ليلاً إلى «الوكر».وبدا الأمر وكأنه مأوى غير رسمي يدار في الخفاء بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية.الداخلية تتحرك خلال 24 ساعةالضجة التي أحدثهتا فيديوهات عن ذلك المكان الذي أطلق عليه «الثقب الأسود» كانت كافية لدق ناقوس الخطر.وخلال أقل من 24 ساعة، تحركت وزارة الداخلية بالتنسيق مع محافظة الجيزة، وتم تشكيل حملة أمنية موسعة من مديرية أمن الجيزة، فرضت حصاراً محكماً على المكان.أسفرت العملية عن:القبض على عدد من المسجلين خطر المتورطين في استغلال الأطفال.ضبط نساء وأطفال للتحقيق معهم، وسط شبهات باستغلالهم في التسول.إغلاق الفتحة نهائياً من جميع الجهات لمنع استخدامها مرة أخرى.موقف محافظة الجيزة وتحرك سريع من المسؤولينأوضح مسؤول بالمحافظة أن الكوبري يحتوي على فتحات بعرض يقارب مترين، وبارتفاع مترين عن سطح الأرض، وهو ما جعلها بيئة خصبة للتحول إلى مكان خطر.وأكد أن المحافظة أغلقت جميع هذه الفتحات بشكل كامل، تنفيذاً لتوجيهات المحافظ عادل النجار، الذي شدد على أن سلامة السكان فوق كل اعتبار.خطة أوسع لتطوير البنية التحتيةالقضية لم تتوقف عند «الثقب الأسود»، حيث أعلن المحافظ أنه وجّه بإعداد خطة شاملة لرصف وإنارة الأنفاق والطرق الواقعة تحت مسؤولية المحافظة، مع إعادة تأهيل المساحات المهملة التي قد تتحول إلى بؤر خطرة مشابهة، حفاظاً على المظهر الحضاري وضمان السيولة المرورية.صدمة الرأي العام ورسالة قويةما جرى في «الثقب الأسود» لم يكن مجرد غلق فتحة خرسانية، بل كشف عالماً خفياً يضم ضحايا صغاراً جرى استغلالهم في أبشع صور الفقر والحرمان.ومع التدخل السريع للأمن، وجهت الحكومة المصرية رسالة واضحة، وهى أنها لا تهاون مع أي بؤرة تشكل خطراً على الأطفال أو تمس الأمن المجتمعي.