* أنواع مهمة من الكائنات الحية وأشجار الغاف والتضاريس البديعة* جولات لمراقبة الحياة البرية واستكشاف الأحافير وركوب الخيل يشكّل «منتزه مليحة الوطني» أيقونة السياحة البيئية في الشارقة، ونموذجاً رائداً في الحفاظ على البيئة وتنمية مواردها الطبيعية.ويفتح المنتزه أبوابه أمام الزوار من داخل الإمارات وخارجها ليخوضوا تجربة استثنائية تجمع بين جمال المشهد الصحراوي وسحر الحياة البرية الطبيعية.جاء تأسيس «منتزه مليحة الوطني» بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتتولى هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) مهمة تطويره وإدارته بما ينسجم مع أعلى معايير الاستدامة العالمية. ويمتد المنتزه على مساحة 34.2 كيلومتر ضمن المنطقة الأساسية لموقع «الفاية» المدرج على قائمة التراث العالمي لـ «اليونسكو»، ليؤكد مكانته وجهة طبيعية وثقافية وتاريخية ذات قيمة عالمية.تكمن الجاذبية الفريدة للمنتزه في تنوع نظمه البيئية؛ إذ يمكن لعشاق الطبيعة ومناصري حماية البيئة استكشاف تضاريس متميزة، تشمل: الكثبان الرملية الهلالية (البرخان)، والسهول الحصوية، وتشكيلات الحجر الجيري. ويوفر هذا التنوع الطبوغرافي مواطن دقيقة ومتخصصة للكائنات الحية، والتي تسمح بازدهار مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات المتكيفة مع البيئة جنباً إلى جنب في المنتزه وتعزيز ثرائه البيئي، ما يرسخ جاذبية مليحة على المستوى العالمي.تنوعوثّق المنتزه أكثر من 100 نوع داخل حدوده، ما يرسخ مكانته كإحدى أهم مناطق التنوع البيولوجي، بما في ذلك أكثر من 20 نوعاً من النباتات والأشجار الصحراوية المحلية، مثل شجرة الغاف ذات الجذور العميقة، والسنط أو «الأكاسيا المظلية»، وتفاح سدوم، إلى جانب زهرة الكحيلة العربية الموسمية، وغيرها من النباتات التي تؤدي دوراً محورياً في النظام البيئي من خلال تثبيت التربة، والحفاظ على الرطوبة، وتوفير موائل طبيعية للكائنات الحية الأخرى.ويدعم هذا الأساس النباتي التنوع البيولوجي للحياة البرية في المنتزه، مع أكثر من 11 نوعاً من الثدييات المتكيفة مع التضاريس والبيئة الصحراوية، أبرزها، الثعلب العربي الأحمر، وغزال الريم العربي الرشيق. ويضم المنتزه أكثر من 10 أنواع من الزواحف، مثل سحلية السقنقور أو «سمكة الرمال»، وأفعى القرن العربية، وجميعها أتقنت فن التكيف والبقاء في الصحراء.أما هواة مراقبة الطيور، فيمكنهم رصد أكثر من 20 نوعاً منها عقاب بونيلي، والتُمير العربي أو «عصفور الشمس العربي»، إضافة إلى عدة أنواع مهاجرة. كما تؤدي الكائنات الحية الصغيرة كالحشرات والعناكب دوراً أساسياً في النظام البيئي للمنتزه، مع وجود 39 نوعاً منها، وأبرزها «نحلة النجار» التي تسهم في تلقيح أزهار النباتات، والعقرب العربي ذو الذيل السمين، وجميعها تؤدي دوراً بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن البيئي.مغامراتيترجم «منتزه مليحة الوطني» هذا التنوع البيولوجي إلى تجارب ومغامرات لا تُنسى، من خلال جولات مع دليل سياحي، وأخرى مخصصة للتعرف إلى النباتات، واستكشاف البيئات المتنوعة، ما يربط الزوار بالنظام البيئي الصحراوي. وتوفر نقاط مراقبة الحياة البرية فرصاً لتأمل الحياة البرية والتقاط صور فوتوغرافية.أما الباحثون عن تجربة تفاعلية، فيمكنهم الاستمتاع بجولات ركوب الخيل عبر الكثبان الرملية والسهول. وتسهم جميع هذه الأنشطة في تعزيز الوعي البيئي، ودعم أهداف الاستدامة في دولة الإمارات.مسؤوليةتشكل جهود الحماية أمراً بالغ الأهمية في «منتزه مليحة الوطني»، حيث تضمن «منطقة الحفاظ على الطبيعة» بالشراكة مع «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية»، حماية الموائل الطبيعية خلال استكشاف الزوار لها. وتعتبر هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» التنوع البيولوجي للمنتزه «رأس مال طبيعي» لا يقدر بثمن، وتؤمن بأهمية الحفاظ عليه لتعزيز صحة البيئة، والتنمية الاقتصادية المستدامة من خلال السياحة البيئية.