في وقت تتزايد فيه التحذيرات من ارتفاع استهلاك الكهرباء وتداعياته البيئية والاقتصادية، يبرز جهاز منزلي مألوف بوصفه وحشاً للطاقة لا يلتفت إليه الكثيرون.وكشف الخبراء أن سخان الماء الكهربائي يمكن أن يستهلك طاقة تعادل تشغيل 65 ثلاجة حديثة في وقت واحد.وأضافوا أن الجهاز الذي يبدو عادياً في كل حمام يستهلك ما بين 3000 و5500 واط عند التشغيل وهو معدل يفوق بكثير استهلاك الثلاجة العصرية التي لا تتجاوز طاقتها 35 إلى 40 واط في الساعة وهو ما يعني أت دقائق قليلة من الاستحمام بالماء الساخن تعادل ساعات طويلة من عمل العشرات من أجهزة التبريد. سخان الكهرباء يثقل فاتورة الاستهلاك كشف تقرير وكالة الانتقال البيئي في فرنسا أن سخانات الماء الكهربائية مسؤولة عن 12 إلى 15% من الاستهلاك السنوي للطاقة في المنازل.وأضاف التقرير أن هذه النسبة تعكس العبء الكبير للسخانات على الفواتير الشهرية ومع ارتفاع أسعار الكهرباء عالمياً، يتحول الاستحمام اليومي بالماء الساخن إلى رفاهية باهظة الثمن تستهلك جزءاً مهماً من ميزانية الأسر. لماذا أصبح السخان وحش الطاقة في الحمام؟ قال الخبراء: إن تلك السخانات تعتمد على المقاومة الكهربائية لتسخين المياه بشكل مباشر وهو ما يتطلب كمية ضخمة من الطاقة الفورية، على عكس أنظمة الغاز أو الطاقة الشمسية التي تستفيد من مصادر بديلة.كما يزيد ضعف أنظمة التحكم في درجات الحرارة من المشكلة، حيث إن كثيراً من السخانات لا تضبط الحرارة بدقة، ليضطر المستخدمون إلى تشغيل الجهاز لفترات أطول أو إيقافه وإعادة تشغيله بشكل متكرر، ما يستغرق وقتاً أطول للاستحمام، ويضاعف حجم المياه المسخنة واستهلاك الطاقة. بدائل متاحة لتخفيف الاستهلاك أوصي الخبراء بعدد من الحلول العملية، منها:شراء سخانات أكثر كفاءة تحمل تصنيف طاقة مرتفع.تركيب أنظمة تسخين شمسية لتقليل الاعتماد على الشبكة الكهربائية.تقليص وقت الاستحمام وخفض حرارة المياه إلى مستويات معقولة.استخدام مرشات اقتصادية ومخفضات تدفق لتقليل حجم المياه الساخنة المستخدمة.