*عبدالعزيز المسلم: جسر جديد للأجيال المقبلة
أكد د.عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة الدولي للراوي، أن ورشة التدريب المتخصصة في فن السرد والأداء التمثيلي، تمثل جسراً للأجيال الجديدة.
جاء ذلك في أولى الفعاليات الاستباقية للملتقى، صباح الاثنين، في المعهد، والتي شهدت حضوراً مميزاً من المشاركين في الورشة وسط أجواء تفاعلية وفنية تفتح آفاقاً جديدة للإبداع.
ملتقى عالمي للسرد الشعبي
وقال المسلم: «على مدى ربع قرن، شكّل ملتقى الشارقة الدولي للراوي منصة عالمية لالتقاء الرواة والباحثين والمبدعين في مجال السرد الشعبي، وهذه الورشة تمثل أحد الجسور التي نمدّها للأجيال الجديدة، لتتعرّف إلى فن الحكاية باعتباره إرثاً إنسانياً عظيماً ووسيلة لحفظ الذاكرة الشعبية».
وأضاف: «نؤمن أنّ السرد ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو أداة للتواصل وبناء الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الثقافية، ومن هنا نحرص على أن تكون الورش التدريبية جزءاً من استعداداتنا السنوية لتعزيز هذا الفن وصونه وتطويره ونقله للأجيال القادمة».
من جهتها، أكدت عائشة الحصان الشامسي، مدير مركز التراث العربي والمنسق العام للملتقى، أن الورشة الاستباقية «الراوي لإعداد ساردي الحكايات» تأتي استجابةً لتزايد اهتمام الشباب بفنون الحكاية، ورغبتهم في اكتساب مهارات عملية تعينهم على توظيف السرد في حياتهم العملية والإبداعية.
وأضافت أن المعهد يعمل على أن تكون الورشة تجربة متكاملة، تجمع بين الجانبين النظري من خلال التعرف إلى فلسفة القصة ومكوناتها، والعملي عبر التمارين والتطبيقات الحية، بما يضمن صقل مواهب المشاركين وتعزيز قدراتهم في مجال الأداء الحكائي.
صقل المواهب
تأتي الورشة ضمن توجهات المعهد الرامية إلى استقطاب المبدعين وصقل المهارات الإبداعية في سرد الحكاية، مع منح المشاركين فرصة للتدريب العملي على تقنيات الأداء التمثيلي، واكتشاف طرق مبتكرة لعرض التجارب الشخصية في صياغات حكائية مؤثرة.
واستهلت أول أيام الورشة التي قدمها المؤلف والكاتب المسرحي طلال محمود، بالشق النظري، مقدماً للمشاركين قراءة في مفهوم السرد عبر التاريخ، وتطوره وأساليبه المختارة. إضافة إلى ذلك، قدم تطبيقات عملية ساعدت المتدربين على اختبار تقنيات الأداء الحكائي، وتوظيفها في سرد نصوصهم الخاصة.
وتقدم الورشة على مدى أربعة أيام جلسات نظرية وتطبيقات عملية، إلى جانب عروض حكائية يقدمها المشاركون في اليوم الختامي، بما يعكس حصيلة ما اكتسبوه من مهارات أدائية وصوتية وجسدية تسهم في تمكينهم من خوض تجربة السرد باحترافية وإبداع.