بسبب تراجع الثقة في اللقاحات والسلطات الصحية، يتردد عدد متزايد من الأمريكيين في تلقيح أطفالهم؛ إذ يؤجل 17 % منهم اللقاحات الموصى بها لأطفالهم أو يتجنبوها، حسبما أظهر استطلاع جديد نُشرت نتائجه، الاثنين. وأجرت صحيفة «واشنطن بوست»، ومنظمة «كايزر فاميلي فاونديشن» غير الحكومية استطلاعاً شمل أكثر من 2500 ولي أمر، أظهر تزايد تشكيك الأمريكيين حيال اللقاحات منذ جائحة كوفيد-19. وفي الوقت الذي شرع فيه وزير الصحة في إدارة دونالد ترامب، المناهض للقاحات روبرت كينيدي جونيور، في إعادة هيكلة شاملة لسياسة التلقيح في البلاد، أظهر الاستطلاع أن غالبية الآباء والأمهات ما زالوا يؤيدون اللقاحات الإلزامية. لكن أقلية منهم تشكك في جدوى هذه الإجراءات؛ إذ يختار هؤلاء تجنب أو تأجيل لقاحات إلزامية أو موصى بها مثل اللقاح ضد الحصبة والكزاز وشلل الأطفال، بسبب مخاوف من آثارها الجانبية وانعدام الثقة بالسلطات الصحية. في الولايات المتحدة، تُعتبر بعض التطعيمات مثل لقاح الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (لقاح MMR) إلزامية للالتحاق بالمدارس. وفي عدد من الولايات، يُسمح للأهل بطلب إعفاء لأسباب غير طبية. ويُظهر الاستطلاع أيضاً أن الأهل الذين يؤجلون تطعيم أطفالهم أو يتجنبون ذلك، يميلون إلى أن يكونوا من البيض والمحافظين كما يختار بعضهم التعليم المنزلي. من شأن هذه العوامل أن تُفسر تراجع معدلات التلقيح التي شهدتها البلاد منذ جائحة كوفيد-19. وتراجعت نسبة الأطفال الملقحين ضد الحصبة في مرحلة الروضة من 95% في عام 2019 إلى 92,5% في عام 2024 على المستوى الوطني، مع تفاوتات كبيرة بين الولايات. ففي ولاية أيداهو، انخفضت النسبة إلى أقل من 80%، وهو ما يقل بكثير عن النسبة الموصى بها البالغة 95% لضمان المناعة المجتمعية. ووفقاً لخبراء، تتفاقم هذه الظاهرة بسبب تأثير روبرت كينيدي جونيور، الذي شكك مراراً في سلامة اللقاحات ونشر معلومات مضللة عنها. وأدى هذا التراجع في معدلات التلقيح، إلى تسجيل أعلى عدد من الإصابات بالحصبة في الولايات المتحدة منذ أكثر من 30 عاماً، خلال عام 2025، راح ضحيته ثلاثة أشخاص، من بينهم طفلان.