أكد خبراء وأخصائيون نفسيون أن الصحة النفسية تمثل حقاً أساسياً لكل إنسان ولا تقل أهمية عن غيرها، وأن صونها ضرورة لضمان جودة التعليم والرعاية الصحية والاندماج الاجتماعي، خصوصاً لذوي الإعاقة.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «الصحة النفسية حق لا اختيار» عُقدت في اليوم الثاني من المؤتمر العالمي 2025 «نحن الاحتواء» بالشارقة.
شارك في الجلسة سارة الأميري، وأماني شكر، وولاء الريفي، أخصائيات نفسيات وإرشاد سلوكي من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وكاثي دانكن، الخبيرة في تعديل السلوك. واستعرضت المتحدثات أبرز التحديات المرتبطة بالسلامة النفسية، ودور الأسر والمؤسسات التعليمية والمجتمعية في توفير بيئة تحترم حقوق ذوي الإعاقة وتدعم نموهم الأكاديمي والاجتماعي.
وأوضحت سارة الأميري أن العديد من الطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية يواجهون اضطرابات مثل القلق والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس، ما ينعكس سلباً على أدائهم الأكاديمي وسلوكهم الاجتماعي. وأشارت إلى أن الدراسات تؤكد أن 70% من ذوي اضطراب طيف التوحد يعانون اضطراباً نفسياً واحداً على الأقل، فيما يواجه 40% منهم اضطرابين أو أكثر، ما يجعل التدخلات العلاجية والسلوكية ضرورة ملحّة. وأكدت أن العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات دعم السلوك الإيجابي تمثل أدوات محورية لتعزيز القيم الأخلاقية وتطوير شخصية متوازنة قادرة على مواجهة التحديات.
دور الأسرة والمجتمع
أكدت أماني شكر أن السلامة النفسية ليست رفاهية، بل ضرورة لصون كرامة ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم في التعليم والصحة والترفيه. وبينت أن شبكات الدعم الأسري والمجتمعي تلعب دوراً محورياً في تعزيز الصحة النفسية، عبر بيئة قائمة على الاحترام والمساندة والتوعية. وأوضحت أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقدم نماذج متقدمة في هذا المجال، منها توفير الأدوات الرياضية المعدلة لتمكين الطلاب من التميز في الرياضات التي يحبونها، وهو ما يحد من السلوك العدواني ويعزز التفاعلات الاجتماعية الإيجابية.
ثقافة إيجابية
كاثي دانكن ركّزت على أهمية بناء ثقافة إيجابية في المجتمع تقوم على قوة العلاقات والثقة المتبادلة، معتبرة أن الإفراط في الحماية والاهتمام بذوي الإعاقة قد يحرمهم فرص التعلم والاعتماد على الذات. وأكدت أن تمكينهم يحتاج إلى بيئة تعليمية قائمة على الرعاية والاحترام والاختيار، بما يعزز استقلاليتهم ويكرس حضورهم كشركاء فاعلين في المجتمع.
قصص نجاح
استعرضت ولاء الريفي مبادرات تحفيزية مثل برنامج «أنا بطل قصتي» الذي يوظف القصة في بناء القيم وتنمية الشخصية ومهارات التعبير واللغة لدى الطلاب.
وشهدت الجلسة مشاركة أولياء أمور عرضوا تجاربهم مع أبنائهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.