في واقعة أشبه بأفلام المغامرات الأمريكية، أصبح الشاب الفلسطيني محمد أبودقة (31 عاماً) حديث وسائل الإعلام العالمية، بعد تمكنه من الوصول إلى السواحل الإيطالية انطلاقاً من ليبيا باستخدام دراجة نارية مائية «جت سكي»، في رحلة محفوفة بالمخاطر رافقه خلالها اثنين من أصدقائه. ويروي أبودقة أنه خرج من معبر رفح وتوجه بعدها من مصر إلى ليبيا، ثم حاول الفرار على مراكب الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، لكن بعد نحو عشر محاولات فاشلة لجأ إلى طريقة غير متوقعة، بحسب رويترز. وقال الشاب الفلسطيني إنه فشل في الذهاب إلى أوروبا عبر مهربين، لجأ إلى حيلته الخاصة، حيث اشترى دراجة نارية مائية مستعملة بخمسة آلاف دولار من خلال موقع تسوق على الإنترنت، ثم أنفق 1500 دولار أخرى على معدات، بما في ذلك جهاز لتحديد المواقع (جي.بي.إس)، وهاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية وسترات نجاة. وأضاف أنه برفقة فلسطينيين اثنين آخرين، هما ضياء (27 عاماً) وباسم (23 عاماً)، قاد الدراجة النارية المائية لمدة 12 ساعة تقريباً، ولمسافة تمتد لـ 350 كيلومتراً من مدينة الخمس الليبية حتى لامبيدوزا. وكشف أنهم تعرضوا خلال الرحلة المحفوفة بالمخاطر لمطاردة من زورق دورية تونسي، كاشفاً أنهم سحبوا بالدراجة النارية أيضاً زورقاً صغيراً محملاً بإمدادات إضافية. ويروي أبودقة أنه استخدم تطبيق «تشات جي.بي.تي» لحساب كمية الوقود التي سيحتاجون إليها، لكن الوقود نفد منهم على بُعد نحو 20 كيلومتراً من جزيرة لامبيدوزا، وأطلقوا نداء استغاثة، مما استدعى عملية إنقاذ وترجلوا عند أقصى جزيرة جنوبية في إيطاليا في 18 أغسطس/ آب الماضي. من بروكسل إلى ألمانيا ويضيف الشاب الفلسطيني إنه بعد اختبائهم وسط الأشجار لبضع ساعات، استقل طائرة من جنوة إلى بروكسل، ثم سافر منها إلى ألمانيا، حيث استقل قطاراً إلى كولونيا أولاً، ثم إلى أوسنابروك في ساكسونيا السفلى، وهناك استقبله أحد أقاربه بالسيارة واصطحبه إلى برامشه وهي بلدة قريبة. ويقول إنه تقدم بطلب لجوء وينتظر من محكمة النظر فيه، دون أن يتم تحديد موعد لنظر الطلب بعد. وأوضح أنه ليس لديه عمل أو دخل، ويقيم في مركز محلي لطالبي اللجوء. فيما رفض المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا التعليق على قضيته، وأرجع هذا إلى أسباب تتعلق بالخصوصية. بينما لا تزال عائلته تعيش في منطقة خيام في خان يونس جنوب غزة، بعد أن دمر منزلهم. وقال والده، عبدربه أبودقة، إنه «كان عنده شركة وعنده نت وشغل وكل شيء والحمد لله كان مرتاحاً مادياً وكل شيء وكان له بناء ... كل هذا البناء هدموه». ويأمل أبو دقة الحصول على الإقامة في ألمانيا وإحضار زوجته وطفليه، اللذين يبلغان من العمر أربع وست سنوات. وقال إن أحدهما يعاني حالة عصبية تتطلب رعاية طبية. وأوضح أنه خاطر بحياته على متن الدراجة المائية لأنه بدون عائلته لا يرى معنى للحياة. تعليق السلطات المختصة وكشف متحدث باسم وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) أن زورق دورية رومانياً مشاركاً في مهمة للوكالة أنقذهم، واصفاً الظروف بأنها «حدث غير عادي». ويقول الشاب باسم، عن الرحلة إنها «كانت مغامرة حياة أو موت.. لكن نحمد الله على كل شيء حصل معنا نحن لم نتوقع ما سيكون أمامنا.. ونتمنى من الله بداية جديدة». وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيطاليا «كانت طريقة وصولهم فريدة من نوعها»، مؤكداً أن السلطات سجلت وصولهم إلى إيطاليا بعد رحلة على متن دراجة مائية من ميناء الخمس الليبي وإنقاذهم قبالة لامبيدوزا، فيما قال متحدث باسم وزارة الداخلية الإيطالية إنه لا توجد معلومات محددة عن تحركات الثلاثة.