مع انطلاق الموسم التاسع 25-26 لدبي أوبرا الذي استهل عروضه بمسرحية «لابوهيم»، وعلى هامش الحفل الافتتاحي للموسم، يتحدث د.باولو بيتروتشيللي، مدير «دبي أوبرا»، «للخليج»، عن أهم ملامح الموسم الجديد والذي وصفه بالاستثنائي، لما يتميز به من تنوع و ثراء في اختيارات العروض والأعمال الفنية التي سوف تقدمها الأوبرا لزوارها من داخل الدولة وخارجها. حيث يضم برنامجها 200 عرض عالمي يغطي: الأوبرا، الباليه، المسرحيات الموسيقية،الحفلات الغنائية، الموسيقى العربية، الكوميديا، المسرح، الفعاليات الخاصة، بمشاركة 1000 فنان من مختلف أنحاء العالم. وسيكون جمهور الموسيقى العربية على موعد مع برنامج وعروض عربية وإقليمية أكثر اتساعاً ويشمل حفلات موسيقية وغنائية وعروضاً مسرحية على رأسها المسرحية الغنائية «رومي» التي تجسد قصة الشاعر جلال الدين الرومي لأول مرة بدبي أوبرا. يستهل باولو بيتروتشيللي حديثه معنا بلهجة حماسية ويطلعنا على رؤيته وكواليس اختيار العروض القادمة ويقول: منذ العام الماضي، تمحورت رؤيتنا حول ترسيخ مكانة دبي أوبرا كـ «بيت الثقافات» العالمي الذي يقدم أعلى معايير الفنون، مع تعزيز التواصل والانخراط مع المجتمع المحلي، وركزنا على توسيع نطاق العروض والبرامج المقدمة، بدءاً من الأوبرا والباليه ووصولاً إلى الحفلات الموسيقية المعاصرة والعروض العائلية، إضافةً إلى تحسين تجربة الزوار وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، بما يجعل دبي أوبرا مركزاً ثقافياً رئيسياً في وسط مدينة دبي ومنظومة الإبداع في الإمارات. ويتابع: هذه الجهود جزء من خطة مدروسة لتحويل دبي أوبرا من مجرد معلم ثقافي إلى مؤسسة نشطة تقوم بإنتاج الأعمال الفنية، وتنمية المواهب، وربط الفنانين العالميين بالجمهور الإقليمي. وعن كيفية تحقيق التوازن بين رغبات الجمهور وخطة الأوبرا يقول: نعتمد في وضع برنامج المواسم على مزيج من الشراكات الفنية، ودراسة ميول الجمهور، وخطط الإنتاج الاستراتيجي. ونسعى دائماً لتحقيق التوازن بين العروض العالمية الكبرى، التي تضمن التميز الفني والجاذبية الواسعة، وبين الفعاليات والعروض الإقليمية والشعبية التي تستقطب جمهوراً جديداً إلى الأوبرا. ويضيف: يتم اتخاذ القرارات بناءً على بيانات التذاكر والدراسات الديمغرافية، وجودة المحتوى الفني، ورسالة دبي أوبرا في تقديم أشكال فنية متنوعة، لضمان التوازن بين الجودة العالية والاستدامة التجارية. عروض كبرى عن أبرز الفعاليات لموسم 2025-2026 يوضح: يتضمن موسم هذا العام تعاوناً مع أهم الفرق والشركات العالمية، مثل تقديم عروض كبرى في الأوبرا والباليه بالتعاون مع M Premiere والفرق الزائرة، إضافة إلى إقامات موسيقية مميزة لفنانين عالميين. وترفع هذه الشراكات مكانة دبي أوبرا عالمياً، وتمكننا من استقدام روائع عالمية مثل «لابوهيم»، وبحيرة البجع، إلى جانب استقطاب فنانين وفرق إنتاجية من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز تبادل الخبرات والإنتاج المشترك ونقل المعرفة. وعن آليات تحقيق التوازن بين العروض الجديدة والعروض المتكررة يقول: نسعى لتحقيق توازن صحي؛ فالعروض الجديدة والافتتاحيات المميزة تنشئ حماساً وزخماً إعلامياً، بينما تضمن العروض المتكررة أو الناجحة سابقاً ثبات الإيرادات وتتيح لجمهور جديد فرصة مشاهدة أعمال فنية مرموقة. وتصقل العروض المتكررة خبرة الفنانين المحليين والفنيين والجمهور، وتوفر قاعدة مالية مستقرة تسمح لنا بالاستثمار في إنتاجات جديدة أكثر جرأة. جسر ثقافي عن أهمية الدور الذي تلعبه الأوبرا لإثراء المناخ الثقافي يقول باولو بيتروتشيللي: تعمل دبي أوبرا كجسر ثقافي يربط بين العالم والإمارات من خلال استضافة عروض عالمية مرموقة وتسليط الضوء على المبدعين المحليين والتعاون الثقافي المتبادل. ويستطرد:من خلال الشراكات والبرامج مثل فعاليات استوديو دبي أوبرا و برنامج جلوبال نوتس، نعزز التبادل الثقافي ونقدم برامج تعكس الهوية المحلية والانفتاح العالمي، ما يجعل دبي نقطة التقاء للحوار الفني والثقافي. وعن تأثير دبي أوبرا في نمو الفنون الأدائية في الإمارات ودورها المستقبلي يوضح باولو بيتروتشيللي: منذ افتتاحها عام 2016، لعبت دبي أوبرا دوراً محورياً في دفع عجلة نمو الفنون الأدائية في الإمارات، من خلال استقطاب إنتاجات عالمية ورفع المعايير الفنية، وإلهام مبادرات تعليمية جديدة. وفي المستقبل، نخطط لتوسيع برامج التعليم، وبرامج الإقامات الفنية والإنتاج، والعمل عن قرب مع المبادرات الوطنية مثل الفرق الشبابية الوطنية، لتوفير مسارات مهنية واضحة للمواهب الإماراتية والإقليمية. يطلعنا باولو بيتروتشيللي على أبرز نجاحات العام الماضي قائلاً: شهد الموسم الماضي إقبالاً قوياً من الجمهور مع استضافة عروض بارزة شملت مزيجاً متنوعاً من الأعمال الكلاسيكية، والمسرحيات الموسيقية الكبرى، وحفلات لنجوم المنطقة والعالم. وتؤكد هذه النتائج نضج السوق المحلي وارتفاع الطلب على الفنون العالمية في دبي، ما يعكس نجاح استراتيجيتنا في إعداد برامجنا ويعزز موقعنا للتخطيط لإنتاجات مشتركة وإقامات فنية أوسع. الذكرى العاشرة وعن الطموحات مع اقتراب الذكرى العاشرة لتأسيس«دبي أوبرا» ورسم ملامح المرحلة القادمة يوضح باولو بيتروتشيللي: مع اقتراب الذكرى العاشرة، نطمح للاحتفاء بهذا الإنجاز من خلال تقديم عروض بارزة، وإنتاجات جديدة، وتوسيع برامج التعليم، وإطلاق برنامج إرث يرسخ مكانة دبي أوبرا كمحرك إبداعي في المنطقة. هدفنا هو الاحتفال بما تحقق، ووضع الأسس لعقد قادم يركز على الإنتاجات المشتركة، وتطوير المواهب، والابتكار في تفاعل الجمهور، وسنواصل تقديم برنامج عالمي متنوع يضم كلاسيكيات الأوبرا والباليه الغربية، والعروض المعاصرة لفنانين عالميين، بالإضافة إلى الموسيقى والمسرحيات المستوحاة من العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي المستقبل، سنركز بشكل أكبر على التعاونات التي تبرز المواهب الإماراتية والإقليمية جنباً إلى جنب مع التقاليد العالمية، لتقديم مواسم ثقافية تعكس روح دبي العالمية وتنوع جمهورها.