في اكتشاف مفاجئ، رصد علماء ألمان أسراباً من الكائنات البحرية وهي تزدهر فوق ذخائر مهجورة من الحرب العالمية الثانية في قاع بحر البلطيق، حيث وجدت هذه الكائنات بيئة غنية بالحياة على أسطح القنابل والرؤوس الحربية القديمة، رغم احتوائها على مواد كيميائية ومتفجرات سامة.ووثقت «غواصة روبوتية» مشاهد لشقائق النعمان ونجم البحر والسرطانات وهي تتخذ من بقايا القنابل الطائرة V-1 موطناً لها في خليج لوبيك قبالة الساحل الألماني.وقال أندريه فيدينين، الباحث في معهد سينكنبرج الألماني والمؤلف الرئيسي للدراسة: «توقعنا رؤية أعداد أقل بكثير من الكائنات، لكن الواقع فاق التوقعات».ويُقدر أن المياه الألمانية وحدها تحتوي على نحو 1.6 مليون طن من الأسلحة المهملة منذ الحربين العالميتين، بعضها يحمل متفجرات كيميائية مثل TNT وبقايا نووية.ويرجح العلماء أن هذه الكائنات تنجذب إلى الأسطح الصلبة للذخائر، في بيئة بحرية يغلب عليها الطين والرمال، ويفتقر قاعها إلى الصخور بسبب استغلالها تاريخياً في أعمال البناء. كما أن عزلة هذه المناطق عن النشاط البشري بفعل التلوث قد منحت الكائنات البحرية نوعاً من «الفقاعة الوقائية».ويعمل الباحثون حالياً على قياس مستويات التلوث داخل أجسام هذه الكائنات، لدراسة قدرتها على التكاثر والبقاء، في خطوة قد تُعيد تشكيل فهمنا لتكيف الحياة في البيئات السامة.