القاهرة: «الخليج»يعزز الانتشار الكبير لمولّدات الصور باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مخاوف خبراء في هذا المجال، من تأثيرات شديدة السلبية خصوصاً فيما يتعلق بتداول الأخبار والمعلومات، حيث ترتبط تلك المولدات ارتباطاً وثيقاً بعمليات التزييف العميق، التي تسمح بإنشاء محتوى اصطناعي بصور واقعية للغاية، ويمكن تصديقها رغم أنها تكون ملفقة من البداية.تلعب الوسائط الاصطناعية التي تغرق شبكة الإنترنت الدولية في الفترة الأخيرة، دوراً كبيراً في الانتشار المذهل لعمليات التزييف العميق، حيث تتيح تلك الوسائط التي تم إنشاؤها باستخدام خوارزميات التعلم الآلي، التلاعب بدقة كبيرة بالأصوات أو الصور أو حتى الفيديو، مع إمكانية تصنيع الثلاثة من البداية، حيث تتيح مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي، مثل DALL-E وMidjourney وStable Diffusion، إنشاء صور مذهلة وواقعية، من خلال عدد قليل من المطالبات النصية البسيطة. وتجذب مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي خلال الفترة الأخيرة، آلافاً من الضحايا، الذين دأبوا على استخدامها، رغم ما ينطوي عليه هذا الاستخدام من مخاطر، ربما كان من أبرزها، حسبما يقول مجدي عبد التواب، الخبير في الأمن السيبراني والمعلوماتي، انتشار المعلومات المضللة، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، فضلاً عما توفره تلك المولدات، من إمكانات مذهلة للإساءة والاستخدام السيئ، ويقول عبد التواب إن أحد أهم مخاطر مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي، يكمن في قدرته على المساهمة في نشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، حيث يمكن استخدام هذه الأدوات لإنشاء صور واقعية للغاية، تبدو وكأنها تُصوّر أحداثاً أو أشخاصاً، وربما مواقف حقيقية في العالم الحقيقي، رغم أنها مفبركة بالكامل، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام التلاعب بالرأي العام عند استخدام مثل تلك الصور الكاذبة، قد يصل إلى حد التحريض على العنف. دقة التزييف يشير كثير من الخبراء إلى الانتشار المذهل لمثل تلك المولدات خلال الفترة الأخيرة عبر العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يتجلى في انتشار كثير من الصور المصنعة، والتي تبدو في ظاهرها حقيقية بشكل باهر، بينما هي في الواقع من إنتاج مولدات الذكاء الاصطناعي، وقد بلغت دقة التزييف العميق في تلك الصور حد أنها لا تبدو مجرد «فوتوشوب» عادي، وإنما يحمل بعضها طابعاً سينمائياً، يوهم بأنها قد التقطت بعدسات تصوير قديمة، ما يجعل من تلك الصور عبر هذه التفاصيل قريبة جداً من الواقع.وتتيح أداة مثل Nano Banana، وهي واحدة من الأدوات التي ظهرت على منصة الذكاء الاصطناعي «Gemini» التابعة لجوجل، توليد صور معدلة بدقة عالية، انطلاقاً من صور شخصية، مع إمكانية التحكم في الخلفيات، مثل الإضاءة وأجواء المشهد، عبر استخدام برومبت جاهز، لتغيير خلفية أي صورة إلى ستارة بيضاء، مع الحفاظ على تفاصيل الوجه الأصلية، حيث يتم التقاط الصورة وكأنها مصورة بكاميرا بولارويد قديمة، فتبدو كصورة عادية بلا تفاصيل واضحة للملكية أو الموضوع. ظواهر جماعية تربط د. سارة محي الدين، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة جنوب الوادي بمصر، بين وسائل التواصل الاجتماعي، والانتشار الكبير لعمليات التزييف العميق، مشيرة إلى تحول تلك الوسائل إلى جزء مهم للاتصالات البشرية، ونتيجة لذلك تحدث العديد من الظواهر الجماعية على نطاق عالمي، بعضها يمكن أن يضر بالمجتمع، وهو الجزء الخاص بالتزييف العميق، الذي يشمل الميل إلى استقطاب الرأي أو التطرف، أو بث خطابات الكراهية، وغالباً ما يتم تعزيز هذه الظاهرة، بواسطة وجود أنظمة الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تؤثر بصورة كبيرة في نمط تدفق المعلومات وفي مصداقيتها، حيث تقوم نظرية التلاعب بالمعلومات على خداع الآخرين، عبر التلاعب بالمعلومات بطرق عديدة.