في إنجاز علمي لافت، أنهت الصين أكبر بعثة استكشافية لها في المحيط المتجمد الشمالي، شملت تنفيذ أول عملية غوص مأهولة تحت الجليد في القطب الشمالي، إلى جانب أول تنسيق عملي عالمي بين غواصة مأهولة وأخرى غير مأهولة في تلك البيئة القطبية القاسية. وشكلت هذه المهمة، التي تأتي ضمن الرحلة العلمية الخامسة عشرة إلى القطب الشمالي، علامة فارقة في مجال أبحاث أعماق البحار والعلوم القطبية، من خلال جمع مئات العينات البيولوجية والجيولوجية، إلى جانب بيانات شاملة عن التنوع البيولوجي وحالة الجليد وكيمياء المياه، وذلك بهدف تعميق الفهم العلمي لتغير المناخ والنظم البيئية البحرية في المنطقة. ضمت البعثة أسطولاً بحثياً متقدماً شمل كاسحتي الجليد الصينيتين «شيويه لونغ 2» و«جيدي»، بالإضافة إلى سفينتي الأبحاث «تانسو 3»و«شينهاي1»، التي حملت على متنها الغواصة المأهولة «جياولونغ». وقد انطلق الأسطول من مدينة تشينغداو في يوليو الماضي، ووصل إلى خط عرض 77.5 درجة شمالاً، حيث نفذت البعثة عمليات رصد بيئي وغوصات عميقة في ظروف شديدة القسوة. وأجرت الغواصة المأهولة «جياولونغ» أول غطسة من نوعها تحت الجليد في مياه القطب الشمالي، بالتعاون مع مركبة تعمل عن بُعد، في عملية تنسيق معقدة تغلبت على تحديات كبيرة شملت الاتصالات تحت الماء، وتحديد المواقع، والحركة المتزامنة. وجمع 183 عينة بيولوجية وجيولوجية عالية الجودة على مدار أكثر من عشر غطسات، جمعت غواصة جياولونغ 183 عينة بيولوجية من أعماق المحيط المتجمد، شملت أنواعاً نادرة مثل الروبيان، والعناكب البحرية، وشقائق النعمان، إلى جانب رواسب وصخور وعينات مياه البحر.