رعت هيئة الثقافة والفنون في دبي «الأوركسترا الوطنية للشباب- دبي»، التي حققت إنجازاً مميزاً عبر تقديمها عرضاً موسيقياً على خشبة قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك، لتصبح بذلك أول أوركسترا إماراتية تعزف في واحدة من أعرق قاعات الموسيقى الكلاسيكية في العالم. وأتى ذلك بدعم من «منحة دبي الثقافية»، المبادرة التي تندرج ضمن استراتيجية جودة الحياة في الإمارة. الموسيقى إحدى ركائز الاقتصاد الإبداعي في دبي التي عملت منذ سنوات على بناء بنية تحتية قوية قادرة على دعم القطاع لضمان حيويته واستدامته. وينطلق ذلك من الإيمان بأن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز حدود المكان، وجسر يربط الأجيال والثقافات، وهي ذاكرة الشعوب ونبضها الحي، وتتميز بقدرتها على تعزيز التنوع الثقافي والتقارب الفكري. وتواصل هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) جهودها لتمكين الكفاءات الموسيقية وأصحاب المواهب المحلية، وتحفيزهم على تحقيق طموحاتهم، ويبرز هذا التوجه من خلال رحلة أعضاء الأوركسترا الوطنية للشباب- دبي، إلى نيويورك. الرحلة لم تقتصر على العزف في قاعة كارنيغي، وإنما شملت برنامجاً متكاملاً من التجارب الموسيقية والورش التدريبية، وأتيحت للأعضاء فرصة زيارة عدد من أبرز المعالم الثقافية والفنية في نيويورك، مثل مدرسة جوليارد المرموقة، وقاعة ستاينواي آند سونز الشهيرة، إضافة إلى المشاركة في سلسلة من ورش عمل متخصصة بإشراف نخبة من الفنانين العالميين، ومن بينهم المايسترو هيلين تشابيو، المديرة الفنية لمعهد وارتون لفنون الأداء، والقائدة الرئيسة لأوركسترا شباب نيوجيرسي السيمفونية. وأشارت العازفة صوفيا فاغيهي إلى أنها لم تتخيل يوماً أن تحظى بفرصة العزف في القاعة التي احتضنت كبار الموسيقيين في العالم. وقالت: «أعتبر هذه المشاركة محطة مهمة في مسيرتي الفنية؛ إذ تمكنت من خلال الأوركسترا الوطنية للشباب- دبي، من اكتشاف شغفي الحقيقي بالعزف الجماعي والموسيقى الأوركسترالية. وعلى الرغم من مشاركتي سابقاً ضمن فرق موسيقية مدرسية، فإن جودة الأعمال التي قدمناها مع الأوركسترا، دفعتني إلى بذل المزيد من الجهد لفهم الموسيقى بكل ما تحمله من معانٍ وقصص». ومن جانبها، عبّرت عازفة الكمان والبيانو ماريا مصراني، أحد أعضاء الأوركسترا، عن سعادتها بهذه الرحلة، مؤكدة أنها منحتها ثقة أكبر في مواصلة مشوارها مع الموسيقى. وقالت: «تركت هذه التجربة أثراً كبيراً في نفسي، واكتشفت من خلالها كيف تسهم الموسيقى في جمع الناس، وتنمّي فينا القدرة على الصبر». ولفتت إلى أن عزفها على البيانو في قاعة ستاينواي شكّل مصدر اعتزاز لها ولحظة مهمة في حياتها، مشيرةً إلى أن زيارة مدرسة جوليارد الموسيقية ولقاءها بمجموعة من الأساتذة والموسيقيين، إلى جانب التدرب والعزف في قاعة كارنيغي، كانت تجارب ملهمة حفزتها على مواصلة حلمها بدراسة الموسيقى. ووصف عازف الإيقاع آدم يوسف سالم هذه التجربة بخطوة ملهمة شجعته على مواصلة التدريب وتطوير مهاراته في هذا المجال، معبّراً عن سعادته بكونه من أوائل أبناء المنطقة الذين يعزفون في قاعة كارنيغي الشهيرة. وقال: «أتاحت لي هذه التجربة فرصة العمل مع مجموعة من الموسيقيين والمعلمين الملهمين، ومكنتني من اكتشاف قدراتي، وعززت رغبتي في مواصلة التعلم لأتمكن من العزف في أماكن أخرى حول العالم».