شهدت ولاية أوديشا الهندية حادثاً مروعاً أثار موجة من الذعر في القرى الواقعة على ضفاف الأنهار، بعد أن هاجم تمساح ضخم امرأة، أثناء استحمامها في نهر خاراسروتا بقرية كانتيا في منطقة جاجبور.وسحب التمساح ضحيته إلى عمق المياه أمام أنظار سكان القرية العاجزين عن إنقاذها، والذين شعروا بالصدمة من المشهد المؤلم. رعب على ضفاف النهر اعتادت الضحية سوداميني ماهالا، 57 عاماً، السباحة في النهر يومياً، وحين مارست هوايتها، صباح الاثنين، باغتها تمساح طوله نحو 3 أمتار ونصف المتر، وانقض عليها بقوة، قبل أن يجرها بعيداً عن الشاطئ، بحسب صحيفة «إنديا توداي».هرع أهالي القرية إلى موقع الحادث بعد سماع الصرخات، لكنهم لم يتمكنوا من فعل شيء سوى مشاهدة المشهد المروع، فيما وثق بعضهم غرق الضحية. وقال أحد الشهود: «كانت المياه مضطربة والتمساح اختفى بسرعة عبر القناة، لم نتمكن من تتبعه». عمليات بحث عن الضحية أطلقت السلطات المحلية عملية بحث وإنقاذ بمشاركة فرق من إدارة الغابات وقوارب الإنقاذ، لكن حتى مساء الثلاثاء لم يعثر على جثمان الضحية.وأكد مسؤول في إدارة الغابات أن التمساح ربما يكون قد دخل القرية من خلال شبكة القنوات بعد أن جرفته مياه الفيضانات من نهر برهماني المجاور، وقال: «الأمطار الغزيرة خلال الأسبوع الماضي غيرت مجرى المياه ودفعت بعض التماسيح إلى مناطق مأهولة».ورغم الجهود المكثفة لتعقب الحيوان المفترس، فإنه اختفى داخل القنوات المائية الكثيفة، ما زاد من مخاوف السكان الذين باتوا يتجنبون الاقتراب من النهر، لعدم تكرار المأساة. الضحية الثانية خلال أسبوع في الأول من أكتوبر، شهدت قرية باليبادا التابعة لبلدية باتامونداي في المقاطعة نفسها حادثاً مشابهاً، حين سحب تمساح امرأة تدعى جوشنا جينا، 35 عاماً، أثناء غسلها الأواني على ضفة نهر بيروبا.وأكدت السلطات بعد التحقيق أن الضحية توفيت متأثرة بجراحها، وأعلن أحد مسؤولي إدارة الغابات أن أسرة الضحية ستحصل على تعويض مالي قدره 600 ألف روبية (12,615 دولار)، في محاولة لتخفيف معاناتهم.وعبر السكان المحليون عن استيائهم، مؤكدين أن التعويض لا يعيد الأرواح وأن المطلوب حماية حقيقية من الوحوش المفترسة، التي باتت تعوق حياتهم. قلق متصاعد بسبب الحادث الهجومان المتتاليان أثارا حالة من الخوف في قرى جاجبور، حيث يعيش معظم السكان قرب الأنهار ويعتمدون عليها في حياتهم اليومية.وصرح أحد الأهالي: «الناس لم يعودوا يشعرون بالأمان، حتى أبسط الأعمال مثل غسل الملابس أو الاستحمام باتت مخاطرة». وطالب السكان بتركيب أسوار واقية وإنشاء نقاط مراقبة دائمة على ضفاف الأنهار، إضافة إلى حملة توعية لتحذير القرويين من مخاطر الاقتراب من المياه بعد الفيضانات.من جانبها، وعدت إدارة الغابات في المقاطعة بتكثيف الدوريات ونصب فخاخ للتماسيح التي قد تكون ضلت طريقها، لكنها شددت على صعوبة السيطرة الكاملة بسبب اتساع شبكة الأنهار والقنوات في المنطقة.