إعداد: مصطفى الزعبي
في تطور يثير الانتباه، أفاد علماء بأن ما يصل إلى أربعة أقمار صناعية من شبكة «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» تحترق يومياً أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض، مع توقعات بارتفاع العدد إلى خمسة أقمار يومياً خلال الفترة المقبلة، وفقاً لعالم الفلك جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية.
وتعد «ستارلينك» حالياً المسؤولة عن الجزء الأكبر من عمليات إخراج الأقمار الصناعية من المدار، في وقت تضم فيه شبكتها حوالي 8500 قمر عامل من أصل 12 ألف قمر صناعي نشط في المدار الأرضي المنخفض.
وعلى الرغم من المقاطع المنتشرة التي تُظهر احتراق الأقمار في السماء، أكد العلماء أن هذه الظاهرة لا تشكل خطراً مباشراً على البشر؛ إذ تم تصميم أقمار ستارلينك لتتفكك تماماً قبل وصولها إلى سطح الأرض.
إلا أن القلق الحقيقي، بحسب جوناثان ماكدويل، يكمن في الحطام الفضائي غير المنضبط، مثل مراحل الصواريخ القديمة أو الأقمار المعطلة، والتي قد تنجو من الاحتراق وتصل إلى الأرض، ما يشكل خطراً عشوائياً متكرراً.
وإلى جانب السلامة، يحذر باحثون من العواقب البيئية الخفية لاحتراق الأقمار الصناعية، حيث يُعتقد أن جزيئات مثل أكسيد الألومنيوم قد تؤثر في كيمياء الغلاف الجوي العلوي ودرجة حرارته.
وقال جوناثان ماكدويل: «لا نعرف بعد إن كانت هذه التأثيرات كبيرة بما يكفي لتشكل مشكلة حقيقية، لكن من المحتمل أن تصبح كذلك».
ويأتي هذا في وقت تتسارع فيه وتيرة إطلاق الأقمار الصناعية من قبل شركات عدة، ما يزيد من مخاطر التصادم وتساقط الحطام الفضائي، ويعيد فتح النقاش حول استدامة النشاط الفضائي وتنظيمه البيئي والتقني.